القائمة الرئيسية

الصفحات

مهارات تطوير الذات وخطوات لتعزيز النجاح الشخصي

بقلم: رانيا مسعد

مهارات تطوير الذات وخطوات لتعزيز النجاح الشخصي

إننا لسنا نحن كل يوم، أي أننا نتغير ونتطور يومًا تلو الآخر، ومن ثَم فإن الحديث عن مهارات تطوير الذات ليس شطحًا أو دربًا من الخيال، إنما هو الواقع بحد ذاته. إن الذات التي نحن عليها لا تعدو كونها مادة خام، قطعة صلصال نشكّلها كيفما شئنا وبالطريقة التي شئنا.


الواحد منا يغدو، كما كان يقول الأديب الإسباني خوان خوسيه ميّاس؛ أمام ذاته كنحات، دائم التعديل لها، والإضافة إليها والحذف منها، والواقع أن رعاية النفس وتربيتها، هذه هو ما يمنح الحياة معنى وقيمة.

      

فيما يلى عدة مهارات لتطوير الذات، لعلها تكون لك مُعينًا في تحقيق أهدافك، والتحسين من قدراتك، والآن إليك هذه المهارات:


1- التواصل: لا حياة دون تواصل؛ فلا أحد يمكنه أن يحيا وحيدًا بمعزل عن الآخرين، ويشمل التواصل القدرة على التحدث والكتابة والاستماع؛ فمِن خلال هذه المهارات يمكنك أن تفهم ما يقوله الآخرون ويشعرون به، وأن تنقل لهم، كذلك أفكارك ومشاعرك الخاصة.


2- المهارات الاجتماعية: المهارات الاجتماعية أو المهارات الشخصية هي السلوكيات اللفظية وغير اللفظية، وردود الأفعال على تصرفات الآخرين، والقدرة على التفاعل الجيد معهم، وتؤثر هذه المهارات في قدرتك على بناء العلاقات وإحداث انطباعات جيدة عن نفسك لدى الآخرين في المواقف الاجتماعية المختلفة.


4- التنظيم: هذه إحدى مهارات تطوير الذات التي لا ينبغي إغفالها بحال من الأحوال؛ فالنجاح حليف التنظيم، كما أن هذا التنظيم شرط رئيسي من شروط النجاح، وكلما كان المرء منظمًا كان بإمكانه فعل الكثير من الأمور بأقل جهد، وبدون أن تطغى مهمة على أخرى، ومن غير إهمال جانب من جوانب الحياة على حساب الجانب الآخر.


4- حل المشكلات: الحياة برُمَتها حلول لمشاكل "كما قال الفيلسوف الشهير كارل بوبر بل وضع كتابًا كاملًا بهذا النوع" والقدرة على حل المشكلات هي القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة أو المفاجئة، ويبدو حلّالوا المشاكل الجيدون هادئين عندما يواجهون عقبات؛ حيث أنهم يقيّمون جميع خياراتهم للعثور على أفضل حل.


5- الثقة بالنفس: الثقة بالنفس هي الإيمان بقدراتك وأفعالك وقراراتك، إذا كُنت واثقًا من نفسك فمن المحتمل أن تسعى لتحقيق أهداف طموحة، وتجربة أشياء جديدة، بل ستعتقد طوال الوقت أنك قادر على النجاح.


6- القدرة على التكيُّف: أي التكيُّف بسرعة وسهولة مع أشياء / مواقف/ ظروف جديدة، والأشخاص الذين يتعاملون مع التغيير بشكل جيد غالبًا ما يتعايشون مع مجموعة متنوعة من الشخصيات، ويزدهرون، كذلك في أي بيئة، كما يمكنهم أن يظلوا هادئين في المواقف المفاجئة. إنهم قادرون على التكيُّف مهما كنت الظروف، والحقيقة أن هذه المهارة هي أهم مهارة في الحياة بشكل عام؛ فطالما أنك قادر على التأقلم مع أي شيء فليكن ما يكون.


7- النزاهة: تعني النزاهة فعل الصواب وقول الحقيقة مهما كانت، حتى لو كانت ما لا يريد الناس سماعه، يمنحك الصدق والنزاهة سمعة جيدة، ويجعلك موضع ثقة الجميع، ما يفتح أمامك الكثير من الفُرص.


8- أخلاقيات العمل: لا يقتصر هذا النوع من الأخلاق على العمل الشاق فحسب، بل يشمل أيضًا تحمل المسؤولية، وإتقان العمل وتجويده، والتصميم، والانضباط الذاتي. يميل الأشخاص الذين يتمتعون بأخلاقيات عمل مرتفعة إلى أن يكونوا منتجين وإيجابيين في الوقت ذاته.


9- القيادة: القيادة هي القدرة على توجيه الناس، ويمكن للقادة الجيدين تحفيز الآخرين، ومساعدتهم في الوصول إلى أهدافهم أيضًا، إنهم يبنون الثقة ويرفعون الروح المعنوية لمن يعملون معهم.


10- المرونة: كيف يمكن أن نتحدث عن مهارات تطوير الذات دون التطرق إلى المرونة؟!. ليس هذا ممكنًا بطبيعة الحال، فالمتحجرون والمتصلبون لا يمكن أن يتطوروا أبدًا، كل شيء في صيرورة دائمة، وحركة أبدية، فكيف تثبت أنت؟!. الحركة والتطور أول قوانين الوجود، فكن مرنًا وضَع هذا في اعتبارك.


خطوات تعزز من نجاحك الشخصي

 

يمر الإنسان بكثير من مراحل الفشل التي يظن أنه لن يجتازها وأنها نهاية العالم ولكن تلك السقطات هي من تعزز نجاح الفرد وتقويه وتنميه، فكل فشل نتعلم منه ونستفيد من أخطاءنا ونصبح أشخاصًا آخرين أقوى وأنجح بكثير. ومن خطوات النجاح ما يلى:


1- اعلم مذا تريد: يرى علماء النفس والصحة النفسية أن الشخص الذي يدرك جيدًا ماذا يريد، لماذا يعيش ولمن؟ فالشخص الذي يعيش بلا هدف ولا يعرف ماذا يريد، يعيش حالة من الخواء النفسي الذي يرى عالم النفس فيكتور فرانكل أن هذا الخواء النفسي هو السبب في العديد من الأمراض النفسية.


2- حَدد أهدافك: لقد خلق الله الإنسان قادرًا على صنع التاريخ وكرَّمه على سائر المخلوقات وسخَّر كل شيء في الكون لخدمته، ووجه الله سبحانه وتعالى الإنسان إلى الأخذ بالأسباب في طلب الرزق فقال تعالى ”هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)” فالأخذ بالأسباب سُنة ربانية يجب علينا الاجتهاد فيها وليس الاعتماد عليها، لأن السبب لا ينفع ولا يضر إلا بمشيئة الحق سبحانه وتعالى ... المرء إذا فقد الهدف سيصبح حينئذ منفعلًا بالحياة لا فاعلًا فيها، والفشل لا يصيب الإنسان إلا بسبب عدم التخطيط أو الغفلة، أو البعد عن المنهج العلمي المبني على البصيرة، ولكي يتجنب الفشل في الحياة، ويحقق أهدافه، لابد له من مرشد يرشده في كل خطوة من خطواته. لا شك أن فاقد الهدف يفقد الإرادة أيضًا، وفاقد الإرادة لا يملك خطة في الحياة، وفاقد الخطة سيكون بالتأكيد جزءً من خطط الآخرين وآلة بأيديهم، ولن يتحكم بعد ذلك بمصيره، حيث أن غيره هو الذي ينوب عنه في قراراته، وليس له إلا أن يرضخ لتلك القرارات، حسنة كانت أم سيئة، وغالبًا ما تكون تلك القرارات في غير مصلحته ... إن فقدان الهدف يعني فقدان محور الحياة، ومن دون المحور يكون وضع الإنسان مضطربًا في داخل نفسه، وفي تصرفاته، وفي علاقاته مع الآخرين، مثلما الأمر في الذَرة عندما تفقد نواتها، فتضطرب حركة الإلكترونات وتضل مسيرها فتصطدم وتفجر بقية الذرات، من هنا كان تحديد الهدف أمرًا اساسيًا في حياة الإنسان والأمة، والانشغال عن ذلك خطأ فظيع، لأنه سيفوت الفرصة على صاحبها، فمن أنت؟ وماذا تريد؟ أمران مترابطان، بل لا تستطيع أن تعرف من أنت، إذا لم تعرف ماذا تريد، فمن دون معرفة ماذا تريد فلست أنت نفسك.


نستكمل بعض خطوات تطوير الذات فيما يلى:


- الاهتمام بقراءة الكثير من الكتب التي تفيدك في تطوير ذاتك، وتضيف معلومات مفيدة ما يجعلك تستكشف أهداف وأشياء وخبرات واسعة لم تكن تدركها.


- التفتح على العالم من حولك وتعلُم العديد من اللغات من أجل إدراك الكثير من المعرفة والمعلومات، وتزيد من الثقة بالنفس.


- الاهتمام بممارسة الرياضة بشكل منتظم، ما يساعد على الهدوء والاسترخاء والتفكير السليم لأن الرياضة تقلل من التوتر والقلق وتزيد من السعادة.


- اعرف أكثر عن الأشياء التي تخافها، وحاول تدريجيًا التغلُّب على هذا الخوف، فالخوف قد يقتل أحيانًا.


- التعود على الاستيقاظ مبكرًا والحفاظ على تناول وجبة الإفطار، فصحة النفس تبدأ من صحة من الجسد.


- غير من عاداتك القديمة السلبية التي قد تكون السبب في تأخرك وعدم نجاحك.


- حين تواجه مشكلة الجأ إلى أهل الاختصاص والمشورة، وواجه مشكلاتك بدلًا من تجنبها.


- حافظ على إيجابيتك وقت الشدائد والمِحن، فكل صعب سيمضي كما مضى الكثير.


- تعلم من الماضي ولكن لا تندم عليه، فقط تعلم من أخطاءه ولا تنشغل بذكرياته السلبية التي قد تسبب لك الحزن والضيق.


- تعلم أشياء جديدة واعمل ما تحب واشغل وقتك بما يفيد ... انجح فالنجاح علاج لأي فشل سابق.


- أهم تلك الخطوات هي الحفاظ على علاقتك بربك، والحفاظ على صلاتك وخشوعك ودعائك فنتائج الدراسات تشير إلى تأثير التديُن والصلاة والدعاء في تحسين الحالة النفسية.

تعليقات