القائمة الرئيسية

الصفحات

التلوّث الأخلاقي و أثره في المجتمع

كتبت: مريم هيثم

التلوّث الأخلاقي و أثره في المجتمع

- إن الأخلاق التي يُمكن أن يتمتع بها الإنسان في حياته بين أفراد المجتمع، تُعد من أكثر المتطلبات التي يمكن أن يحتاج إليها الإنسان في حياته، فمن المعروف أن الأخلاق هي أهم شيء في الوجود وحث القرآن الكريم والسنة النبوية على ضرورة الاهتمام بخلق الإنسان والطريقة التي يجب أن يتعامل بها مع الأشخاص في المجتمع الذي يعيش فيه.


- نُدرك جميعًا ما هو التلوث وأنواعه، كالتلوث البيئي لـ(الماء، الهواء، الإشعاع)، والتلوث السمعي والبصري، لكن يعتبر (التلوث الأخلاقي) أخطر أنواع التلوث على الإطلاق لأن الخُلُق هو الأساس الذي يقوم عليه أي نشاط وتعامُل إنساني وهو الذي يحكم وينظم الحياة الاجتماعية وافتقاد الإنسان للسلوك الأخلاقي الحسن ينعكس بصورة سلبية على شخصيته وتعاملاته مع الناس من حوله. 


تعريف التلوث الأخلاقي


هو أن يقوم الشخص بكل الأفعال والأقوال السيئة وتظهر تلك الأفعال على سلوك الأفراد ويتحول هذا السلوك لطريقة تعامل سائدة تنحدر بالمبادئ التي نشأنا عليها وتكون سببًا في ظهور شخصيات لم تكن موجودة من قبل ومنها يتحول المجتمع إلى غابة ولا أحد يحترم حدوده. 


أشكال التلوث الأخلاقي

 

1. سرعة الغضب: التحدُث بكلام سيء عنيف ومتسرع لمن لا يستحق وهو سلوك غير مرغوب فيه وبسببه تحدث مشاجرات عنيفة، قتل، طلاق. 


2. عبوس الوجه: قِلة البشاشة هو استهانة بالناس أو حتى النظر بطريقة غير مهذبة لأي شخص سواء أكبر منّا أو لا نعرفه. 


3. الغِلظة: أن يحمل الشخص في كلامه خشونة وشِدة وقسوة في المعاملة وهذا ينفر الغير منه.


4. المبالغة في اللوم والتوبيخ: عادةً تكون هذه الصفة لدى من هم لديهم سلطة كالمديرين في العمل يبالغوا في اللوم لمجرد خطأ بسيط وهذا التصرف يجعل العاملين يتجنبوه. 


5. الكِبّر: جميعنا بشر والله خلقنا مختلفين في طبقاتنا الاجتماعية والفكرية، لكن لا نستغل مكانتنا في إهانة الغير لأنها صفة غير محمودة أبدًا. 


6. الغيبة: هو ذِكر الإنسان بما يكره وقول السوء في غيابه وسببه الحسد وكثرة الفراغ والرغبة في إفساد الصداقات. 


7. التجسُس: ليس لأي شخص الحق في هذا الفعل والفضول الشديد لمعرفة سر من أسرار الغير فهو أيضًا لا يكتفي بذلك، بل ينشر القبيح ويفرح بذلك وإذا سمع قولًا حسنًا يستره.


8. إساءة الظن: هو من السلوكيات السيئة والقصد في فهم الشيء على غير حقيقته وتوقع الأسوأ من الآخر دائمًا.


9. قلة الحياء: الحياء يحث على فعل الجميل وترك القبيح، لكن قلته ينتج عنها معاصي وتقليل للاحترام والدين. 


10. الاستهانة بالغير: سواء كانت الاستهانة بنصيحة شخص أو الاستهانة بمرض أو الاستهانة بحاجة فقير ومحتاج، وهذا يعتبر قِمة القسوة وقِمة تدني الأخلاق. 


وسائل للتغلب على التلوث الأخلاقي


- للأسف، فترة الحَجّر المنزلي أثرَت بشكل سيئ، خاصةً على الأطفال؛ لأنهم بسبب الفراغ اتجهوا سريعًا لقضاء الوقت مع الهاتف وإدمان مواقع مثل اليوتيوب والتيك توك وأيضًا سماع ما هو بذيء، وكل هذا بغرض التسلية، لكنها أثرت على طريقة تعاملهم مع والديهم ومدرسيهم وأصبحوا يظنون أن التمرد والصوت العالي من صفات الشجاعة والقوة. 


أولًا- البيئة الاجتماعية: يجب أن يتم التعاون بين بيئات التربية الثلاث (المدرسة: عن طريق التوجيه والمناهج، المسجد: عن طريق الخُطَب والانضباط، المجتمع: عن طريق كل من يتعامل مع الفرد خارج مسكنه) ليكونوا عوامل موجهة لسلوك الأفراد، لأن العلاقات بين الأفراد تُبنى على أسس من تحمل المسؤولية، الاحترام المتبادل، الإخلاص، الأمانة، الصدق، التعاون، المحبة، الرحمة.


ثانيًا- الأسرة: هي التي تزرع البذور الأولى في عقول الأبناء عن طريق الممارسات اليومية والسلوك الحسن مع الوالدين والإخوة ووضع مبادئ تحمل المسؤولية والأمانة والصدق واحترام خصوصية الغير. 


ثالثًا- الرفقة الحسنة: لأن الفرد يتأثر بمن حوله وبالبيئة التي يعيش فيها فيجب التيقظ لذلك، خاصة في مرحلة المراهقة التي يريد فيها الطفل التمرد والخروج للتفاعل مع العالم الخارجي، كما يقال (الصاحب ساحب) فلابد أن يعلم مع من يتحاور ومن يجالس، لأن ذلك يظهر وينعكس في سلوكهم ومظهرهم وشخصيتهم. 


رابعًا- المنظمات التربوية: لأنها تؤكد القيم الأخلاقية المرغوبة وتحقق التوازن بين عطاء وأسس المدرسة والأسرة والمجتمع وتقوم بتشجيع وتوعية الأفراد عن طريق نشاطات مختلفة وندوات تربوية وتوعوية عن أهمية الأخلاق ومساوئ الانحراف.

 

(سيرة وأخلاق الإنسان تعيش أكثر منه، فلنبدأ بأنفسنا ولا نقول نحن لن نغير العالم؛ لأنه يتغير بالفعل عن طريق الأفراد الذين يعيشون فيه، حافظِوا على مبادئكم وخلقكم لتعيشوا حياة أفضل)

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. غير معرف10/29/2022

    انها المبدعة الراااااائعة

    ردحذف

إرسال تعليق