القائمة الرئيسية

الصفحات

تفشي حُمى الضنك في الأبيض بالسودان في ظل نظام صحي مُنهار ووضع اقتصادي سيئ

كتب: محمد عبد الرحمن 

تفشي حُمى الضنك في الأبيض بالسودان في ظل نظام صحي مُنهار ووضع اقتصادي سيئ

من شهر وأكثر، تعاني مدينة الأبيض ومناطقها من انتشار واسع لحمى الضنك ويكاد كل بيت وأسرة ينتشر بينها المرض المعروف بسرعة تفشيه بين المواطنيين، خاصة في منطقة مثل الأبيض وما جاورها؛ نسبة إلى وجود الأراضي الزراعية وتوالد الباعوض الناقل لفيروس "حمى الضنك" وفي ظل غياب الجهات الصحية لمكافحته بصورة مستمرة.


الأسر في الأبيض تحتاج إلى المساعدات الإنسانية العاجلة؛ خاصة في توفير الأدوية من دربات إلى علاجات الحمى النزفية، لأن الأوضاع الصحية منهارة والمرضى يتلقون علاجهم داخل منازلهم لعدم توفر غرف عناية ذات مقومات صحية في المستشفيات والمراكز المحدودة جدًا وحتى الأدوية باهظة الثمن ولفرد واحد تكاد تصل إلى 40 ألف جنيه سوداني وأكثر خلال فترة مرضه، في ظل ظروف اقتصادية صعبة وقاسية على المواطنين الذين يعانون من الفقر.


انهيار الوضع الصحي


لعام كامل في السودان، بدى الانهيار الكبير واضح في القطاع الصحي وعدم قدرة السلطات الصحية على وضع خطة واضحة لمكافحة الأمراض والقضاء عليها، بل كان الفراغ كبير بين المواطنين وقطاعهم الصحي في السودان، حيث تمركزت أماكن العلاج بنسبة تصل إلى 90% في العاصمة "الخرطوم" فالولايات والمدن مستشفياتها شبه مجففة وغير قادرة على استقبال مرضى في حوادث أو طوارئ أو غرف عناية مكثفة.


كما أنه لا يوجد اختصاصصيون وكوادر صحية بعدد يوفي حاجة مناطق السودان؛ الأمر الذي جعل المواطنون يأتون من المدن والقرى إلى الخرطوم من أجل أن يتلقوا العلاج ويدفعون أموالًا طائلة من أجل دفع فواتير المستشفيات وفواتير الأدوية وبات العلاج بالنسبة للكثير من الأسر السودانية مستحيلًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والقاسية التي تمر بها البلاد ووضع الانقلاب الذي عَقَّد الأمر وساهم في تدهور النظام الصحي بصورة مباشرة وذلك بإبعاد أفضل الكوادر في العديد من المناطق في السودان؛ مِمَا دفع الكادر الطبي إلى الهجرة القسرية خارج السودان باحثًا عن فرص وبيئة خصبة للعمل.


حُمى الضنك أو الحمى النزفية التي تفشت في مدينة الأبيض والعديد من مناطقها لأكثر من شهر، تثبت مدى الانهيار الذي وصل إليه الوضع الصحي في السودان، أيضًا، تؤكد أن المواطن السوداني يكتوي بالمعاناة من تفشي الأمراض إلى سوء الاقتصاد وارتفاع تكاليف العلاج التي لا طاقة له بها وهو يعيش تحت خطوط الفقر المدقع.

تعليقات