القائمة الرئيسية

الصفحات

مسؤولية الاختيار

كتبت: مريم هيثم

مسؤولية الاختيار

الإنسان في هذا الوجود يعيش مجموعة من التجارب وتمر به مجموعة من الفُرص في نفس الوقت. وفي كل مرحلة من حياته كان يختار بناءً على ما يتوافر لديه وقتها من خبرة ووعي.


أمثلة على مواقف الاختيار في الحياة


1- في المرحلة الثانوية لأول مرة يختار الطالب بين الشُعبة العلمية والأدبية وذلك يكون حسب ميوله وأيضًا قدرته على الحفظ أعلى أم الفهم والتطبيق ومن هُنا يقوم بالاختيار. 


2- من بعد هذه المرحلة يختار الكُلّية.


3- بعد اجتيازه السنوات الجامعية يبدأ في البحث عن الوظيفة، وإذا تم قبوله في وظيفتين لهما نفس الراتب وله شغف كبير بالوظيفتين ولهما نفس الدرجة والمكانة، لا يمكنه إلا اختيار أحداهما فقط. 


4- الاختيار بين البقاء في نفس دولته أم السفر للخارج، فالإنسان يستأنس بأهله، أصدقائه ويكون على عِلم بثقافة دولته وحدود التعامل مع الآخرين وكيفية التنقل من مكان لآخر بسهولة، ويُسر التواصل حتى مع من لا يعرفهم؛ لأن اللغة واحدة.


 مع ذلك يفكر في السفر والبحث عن فرص لحياة أفضل، خاصةً إذا لم يتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة أو كان ما يشغله لا يكفي احتياجاته ولا يعينه على استكمال حياته بشكل لائق و مرضي.


هناك الكثير من المواقف في الحياة يكون الإنسان فيها في موضع اختيار مثل (اختيار شريك الحياة، اختيار مكان السكن، اختيار الأصدقاء، اختيار التخصص الجامعي) ولابد أن يتحمل مسؤولية اختياره هذا فيما بعد. 


نتوجه لنقطة أخرى وهي تدخل الأهل أحيانًا وهذا ليس أمر سيئ، لأن غرضهم النصح أو لأن لهم خبرة ولا يريدون أن يروا أبناءهم يقعون في اختيار خاطئ أو يضيّعون فرصة يروا أنها لن تتكرر. 


لكن يجب ترك بعض المساحة والحُرية فلأبناءكم الحق في اختيار ما يحبون ويجدون شغفهم فيه، اتركوهم يتعلموا ويتحملوا مسؤولية اختيارهم مع التوجيه إذا ابتعدوا عن الحدود. 


ما يحدث لبعض الناس عندما تَدق أبوابهم الفرص؛ يغرقون في دائرة الحيرة ولا يتمكنون من اختيار طريق معين ويفكرون فيما سيخسرون لو فضَّلوا هذا الاختيار عن ذاك، فيغرقون في التردد ويميلون إلى المقارنة وفي النهاية يختارون بلا وعي أو إدراك، أو ربما لا يختارون على الإطلاق فيخسرون بذلك كل شيء.

 

(لأن الإنسان الذي يمتلك العقل والإرادة بعكس الحيوان فهو مسؤول عن تصرفاته ومُلزم ضمن هذه الحياة أن يقوم باختيار مجموعة من الاختيارات الخاصة به و يدافع عنها)


لا تندم مهما حدث، فاختياراتك الماضية حتى لو كانت كارثية فهي صنعت ما أنت عليه الآن. لم يكن الأمر عبثيًا، لقد كان ضروريًا لتنضُج، فنحن في الحياة مهما كَبُرَ عمرنا نظل نتعلم.

تعليقات