القائمة الرئيسية

الصفحات

آكِلِي جُثث المَوتى في مصر

كتبت: منة الله محمد

آكِلِي جُثث المَوتى في مصر


هل تعتقد أن هناكَ بشرٌ يتغذونَ على لحمِ البشر أم هذا فقط في الأفلام السينمائية؟


نوع آكِلي لحوم البشر موجود منذ قديم الأزل، حيث لجأ إليه الإنسان في المجاعات، الحروب، بعض القبائل البدائية، وأيضًا كان يُستخدم كنوع من أنواع إيذاء العدو "يَأكُل المنتصر لحم المهزوم"، حتى أن أكل لحوم البشر يعتبر نوع من أنواع الأمراض السلوكِية.


ربما يظنها البعض أساطير ولكنها حقيقة، فآكِلي لحوم البشر لا يزالون يعيشون بيننا حتى اليوم.


دعني أقُص عليكَ عزيزي القارئ قصة تحول أهل مصر إلى آكِلى لحوم البشر.


سنة 1065م، في عهد المُستنصِر بالله الفاطمي والذي كان في بداية عصره نمو اقتصادي، ذَكر التاريخ أن أبوابَ القصرِ كانت مفتوحة للعامة، والأدوية كانت موجودة داخل القصر وتعطى بالمجان حتى تدهورت الأوضاع الاقتصادية تدريجيًا بسبب:


_ ضعف شخصية المُنتصِر بالله وتحكم والدة المُنتصِر في الدولة ووزراء الدولة، يُقال أنها كانت تُعيّن كل أسبوع وزيرًا جديدًا وتعزل آخر.


_ الحرب التي دارت بين الجنود وبعضهم البعض.


إلى أن حدث ما لم يكن متوقع، واحدة من أخطر الكوارث التي مرت بها فترة حكمه، المجاعة التي قضت على ثُلث سُكان مصر وهي "الشدة المُستنصِرية".


سُميت بهذا الاسم نسبة إلى المُستنصِر بالله.


 السبب الرئيسي لتتفشي المجاعة هو الانخفاض الشديد في مياه نهر النيل لمده 7 سنوات، مما أدى إلى قلة زراعة القمح، حيث وصل ثمن الخبز إلى 15 دينار.


مع ارتفاع الأسعار انتشرت المجاعة والفقر ومع انتشار الجوع؛ لجأ المصريون إلى أكل لحم القطط والكلاب، بل وصل بِهم الحال إلى أكل جُثث المَوتى.


ظهرت عصابات متخصصة في خطف الناس وبيع لحمهم، وانتشرت الجرائم بشكل كبير، كما ظهرت الأمراض والأوبئة.


قرر المنتصر بالله الاستعانة بأحد لمساعداته حتى وصل إلى بدر الجَمالي، واحد من أهم وأكبر القادة العسكريين في الدولة الفاطمية.


أنقذ الجَمالي المصريين من الشدة المستنصرية، وخَلد المصريين اسمهُ في أحد الشوارع "شارع الجمالية" في القاهرة.

تعليقات