كتبت: مروة جاد الكريم قاسم
التوحد "Autism" هو المرض الغامض الذي لم يتم التعرّف على السبب المُحدد والرئيسي لحدوثه، وقد تم تعريف التوحد من منظمة الصحة العالمية عام 1982.
تعريف التوَّحد: هو عبارة عن اضطراب نمائي عصبي يظهر قبل سن 3 سنوات، ويظهر هذا الاضطراب في شكل عدم القدرة على اللعب والتفاعل والتواصل الاجتماعي واللغة.
التوَّحد هي كلمة يونانية تعني الانعزال والعزلة.
تم اكتشاف التوحد من قِبَل طبيب الأعصاب "ليوكانر" عام 1943، وذلك من خلال إجراء العديد من البحوث والدراسات العلمية على بعض الأطفال، ثم ظهور بعض الخصائص المختلفة التي لم يتعرف عليها من قبل، وقد أطلق ليوكانر على هذه الخصائص "اضطراب التوحد".
من أهم مسميات التوحد هم الذاتوية، فصام الطفولة.
أسباب حدوث اضطراب التوحد
لا يوجد أسباب محددة لحدوث اضطراب التوحد، ولكن هناك بعض الافتراضات، ومن أهم هذه الافتراضات:
_ الناحية البيولوجية: تكون مصحوبة بأعراض عصبية وإصابة الأم ببعض الأمراض مثل الحَصبة الألمانية والزُهر،ي، كبر سِن الأم وسِن الأب، وجود خلل في الكروموسات، وجود خلل في العامل الرايزيسي RH وسوء التغذية عند الأم.
_ فرضية الفيروسات والتطعيم: تكون من خلال وجود التهاب وتضخم الخلايا الفيروسية.
_ التطعيم من خلال فشل في الجهاز المناعي من إنتاج المضادات التي تساعد على قضاء فيروسات اللقاح ويوجد تشوهات في الدماغ.
_ فرضية التلوث البيئي: حدوث تلف دماغي وتسمم في الدم مثل المواد الحافظة، المطاط، الرصاص، أول أكسيد الكربون، والذي يعتبر هو الغاز الرئيسي في حدوث التلوث البيئي في المجتمع.
سمات اضطراب التوحد
- رفرفة الأيدي.
- اللف والدوران حول نفسه.
- المشي على أطراف الأصابع.
- عدم الإحساس بالألم.
- عدم الخوف من المخاطر.
- عدم التواصل مع الآخرين والأشياء، وذلك يؤدي إلى قِلة الانتباه.
- القيام بتصرفات غير مفهومة وغير واضحة للجميع.
- عدم معرفة ما يدور في العقل عند الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
- عدم معرفة شخصيته.
- رفض الاحتواء والعِناق من الآخرين لأطفال التوحد.
- إصدار أصوات مرتفعة مثل الضحك والقهقهة بدون أي سبب.
- البكاء والحزن والصمت بدون أي سبب.
- اللعب المستمر بدون الشعور بالملل.
- التمركز حول الذات.
- يفضل الانعزال عن المجتمع.
- فقدان رموز اللغة مثل الكناية والاستعارة.
- يفشلون في اتباع التعليمات.
- يوجد صعوبة في التعبير عن ما يحتاج إليه.
- يحتاج إلى وقت للتفكير في الكلمات التي يسمعها.
- غير قادر على الاستمرار في الحوار مع الآخرين.
- يوجد مشاكل في النطق والكلام.
- يكرر كلام الآخرين.
- فقدان الخيال والإبداع في طريقة اللعب.
- لا يهتم بمن حوله.
- تعلُّق غير طبيعي بالأشياء.
- لا يلعب مع الأطفال الآخرين إلا بمساعدة وتوجيه من الكِبار.
- البعض منهم يقومون بمهام بطريقة جيدة، لكن عادة هذه المهام لا تتطلب تفاعل اجتماعي.
معدل الإصابة باضطراب التوحد
يُقدَّر معدل الانتشار الحالي لاضطراب التوحد عالميًا بما لا يقل عن 1,5% في البلدان المتقدمة، وذلك حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية who في عام 2017.
طرق تشخيص اضطراب التوحد
هناك فريق عمل كامل من تخصصات مختلفة مثل:
طيب مخ وأعصاب أطفال.
طيب أطفال.
طبيب نفسي.
طبيب تخاطب.
أخصائي علاج وظيفي.
هناك بعض الاختبارات والمقاييس المستخدمة لتشخيص التوحد مثل:
1_ مقياس كارز: هو يقوم بقياس شدة اضطراب التوحد، وقد يبدأ من عمر سنتين حتى 13 سنة، ويتم تحديد شدة اضطراب التوحد من خلال درجات مقياس كارز، من 15,27، هو ليس توحدي، من 30,42 هو توحد بسيط، من 45,60 هو توحد شديد.
2_ مقياس جيليام: هو يقوم بقياس تكرار السلوك عند الطفل التوحدي، وهو يبدأ من عمر 3 سنين إلى 12 سنة، ويتم تحديد درجة التكرار عند طفل التوحد من خلال الدراجات الخاصة بمقياس جيليام، فـ69 هو نسبة منخفضة، 90 إلى 110 نسبة متوسطة، من 111 إلى 120 نسبة فوق المتوسطة، من 121 إلى 130 نسبة مرتفعة، 131 فأكثر، هي مرتفعة جدًا.
طرق التأهيل المناسب لاضطراب التوحد
بعد التشخيص الطبي من الفريق المتكامل والقيام بجميع الإجراءات والفحوصات الطبية اللازمة سواء من رسم مخ أو أشِعة رنين أو بعض الاختبارات والمقاييس اللازمة لتشخيص التوحد، سوف نقوم بطرق التأهيل المناسب لاضطراب التوحد.
_ العلاج البيولوجي: يتمثل في الإنزيمات والفيتامينات والمعادن أو تغيير النظام الغذائي وأحيانًا يتم اللجواء لاستخدام بعض الأدوية للتحسين من أداء الوصلات العصبية مثل السيرتونين والدوبامين لتحسين النواحي الانفعالية والسلوكية.
_ العلاج السلوكي: هو يساعد على تعلُّم المهارات، والحد من التصرفات غير المقبولة، ومن ثم معالجة اضطراب اللغة، وتنمية التواصل، وبسبب التنوع الكبير في الحاجات الخاصة لمختلف الأطفال ذوي اضطراب التوحد، فغالبًا ما يتم إعداد برنامج تعليمي فردي لكل طفل من خلال نقاط الضعف والقوة الموجودة عند الطفل.
_ علاج تكامل حسّي: هو مأخوذ من علم آخر، هو العلاج المهني، ويقوم على أساس أن الجهاز العصبي يقوم بربط وتكامل جميع الأحاسيس الصادرة من الجسم، بالتالي فإن الخلل في ربط أو تجانس هذه الأحاسيس مثل حواس السمع والبصر والشم والتذوق واللمس والتوزان، ويقوم العلاج على تحليل هذه الأحاسيس ومن ثم العمل على توزانها، ولكن الحقيقة ليس كل أطفال التوحد يُظهِرون أعراضًا تدل على خلل في التوزان الحسي.
_ التواصل المُيّسر: هذه الطريقة قد جذبت اهتمام إعلامي كبير، وبشكل خاص وسائل الإعلام الأمريكية، حيث أنها تقوم على أساس استخدام لوحة المفاتيح أثناء الكتابة على الكمبيوتر، ثم يقوم الطفل باختيار الأحراف المناسبة لتكوين جُمل تعبر عن عواطفه وشعوره، وذلك بمساعدة شخص آخر، وقد أثبتت معظم التجارب أن معظم الكلام أو المشاعر الناتجة إنما كانت صادرة من الشخص المساعد، وليس من قبل الشخص التوحدي، وهي من الطرق المنبوذة، على الرغم من وجود مؤسسات لنشر هذه الطريقة.
_ التكامل السمعي: هي تقوم على تحسين قدرة السمع لدى هؤلاء، عن طريق عمل فحص سمع أولًا، ثم يتم وضع سماعات على آذان الأشخاص المتوحدين، بحيث يستمعون لأناشيد تم تركيبها بشكل ديجيتال وتؤدي إلى تقليل الحساسية المفرطة أو زيادة الحساسية في حالة نقصها، وهناك مؤيدون لهذه الطريقة وهناك مختلفون معها.
_ طريقة فاست فور ورد: هي عبارة عن برنامج إلكتروني يعمل بحاسب آلي من أجل تحسين المستوى اللغوي للطفل المتوحد، وتقوم هذه الفكرة على وضع سماعات على اذنيّ الطفل وهو يجلس أمام شاشة الحاسوب ويلعب ويستمع للأصوات الصادرة من هذه اللعبة، ويركز على جانب واحد وهو جانب اللغة والاستماع والانتباه، ويفترض أن الطفل قادر على الجلوس مقابل الحاسوب دون وجود عوائق.
_ طريقة تيتش: هي طريقة تعليمية شاملة لا تتعامل مع جانب واحد كاللغة أو السلوك، بل تقدم تأهيلًا متكاملًا للطفل عن طريق مراكز تيتش المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مصممة بشكل فردي على حسب احتياجات كل طفل، حيث لا يتجاوز عدد الأطفال (5_7) أطفال مقابل مدرس ومساعدة مدرس، ويتم تصميم برنامج تعليمي منفرد لكل طفل، حيث يلبي احتياجات هذا الطفل.
_ برنامج ABA: هو تحليل السلوك التطبيقي التكيّفي، وهو من أنجح البرامج، ويستخدم لتعديل سلوك الأطفال ذوي الإعاقة بشكل عام وأطفال اضطراب التوحد بشكل خاص، واكتساب مهارات عديدة في مجالات تعلم اللغة والمهارات الاجتماعية وتحسين مهارات التعلم، والتوحد يكون مصاحب لكثير من الاضطرابات مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويمكن لأولياء الأمور تعلم كيفية أداء تحليل السلوك التطبيقي والعمل عليه بأنفسهم مع طفلهم المصاب بالتوحد.
icon verse: هو برنامج مخصص للأطفال المتوحدين الذين لم يتقنوا النطق بعد، البرنامج يعرض 6 أيقونات كبيرة تمثل الاحتياجات الأساسية لأي طفل مثل الطعام ودور المياه وغيرها من المواضيع، وعند الضغط على أحد هذه الأزرار، ويتم تشغيل الصوت.
Autism express: برنامج يساعد الطفل المتوحد على النطق وتعلم الكلمات والتعبير عن عواطفه، حيث يعرض 12 زر على شكل رسوم كرتونية لتعبيرات الوجه المتعددة، وكيف يشعر الشخص مثلًا سعيد، حزين، مريض. وبمجرد الضغط على الزر تظهر الصورة كاملة على الشاشة.
أجهزة أي باد: هي مليئة بالتطبيقات المخصصة للمصابين بالتوحد التي تساعد الأطفال على تعلم التهجئة عن طريق تتبع الأصبع على الشاشة، فهناك تطبيق للمساعدة على فهم المهام والجداول مثل تناول الطعام وارتداء الملابس، وهناك تطبيق آخر للمساعدة على نطق الكلمات بشكل صحيح.
Autism l help: أدوات تعليمية تساعد على ترديد المفردات والنطق والغذاء وتعلمها، وهي عرض صور تعليمية ملونة من واقع الحياة، 24 صورة تمثل العالم الحقيقي.