القائمة الرئيسية

الصفحات

نصوص التفاخر في مقبرة عنخ تيفي

كتبت: جيهان سيد محمد 

نصوص التفاخر في مقبرة عنخ تيفي

كان عنخ تيفي حاكم مقاطعة نخن Nekhen في الأسرة التاسعة تحت فترة حكم الملك نفر كا رع، مدينة نخن (الواقعة بين إدفو و إسنا) المعروفة بالكوم الأحمر أو هيراكونبوليس عند الإغريق، وهي من أقدم المدن المصرية، فكانت العاصمة السياسية والدينية في نهاية عصر ما قبل التاريخ وربما خلال عصر الأسرات المبكرة، كما أنها كانت ذو أهمية أيضًا خلال فترة الدولة الوسطى والحديثة.


كانت مقبرته في منطقة المعلا في جبانة حفات الواقعة بين طيبة والكاب، وقد تم الكشف عنها عام 1971م، وتميزت مقبرته بالنقوش والزخارف ذات الطابع الإقليمي، حيث نجد مناظر لمراحل صيد الأسماك والطيور وقد دوّن أيضًا سيرته الذاتية.


احتوت المقبرة أيضًا على نقوش لأهم الأحداث السياسية للحضارة المصرية القديمة، خاصة المجاعة الجنوبية التي تعرضت لها أثناء فترة حكمه.


أبلى عنخ تيفي بلاءً حسنًا أثناء تأدية عمله، فقد ضم إلفنتين (بأسوان) تحت سيطرته وقاد عدة حملات ضد تكتلات كانت تهدد أمن واستقرار الدولة المصرية، خاصة في منطقة طيبة (الأقصر حاليًا)، كما أنه عاصر فترة المجاعة في المنطقة  الجنوبية ولكنه تغلب عليها وقام  بتوفير الأطعمة حتى إقليم دندرة (بمحافظة قنا).


قد شعر عنخ تيفي بمدى أهميته كحاكم إقليم  وقائد للجيش ونرى ذلك واضحًا من خلال نص التفاخر الذي تركه لنا في مقبرته حيث يقول:- 


"أنا أول البشر، وآخر البشر، لأن رجلًا مثلي لم يوجد قبلًا ولن يوجد أبدًا، لأن رجلًا مثلي لم يولد ولن يولد".


 لقد تجاوزت أعمال أسلافي، و لن يساويني خلفائي قط في كل ما فعلته، في تلك المليون سنة القادمة بالحق.


عندما تأمن قوات حفات (المعلا)، فإن هذا البلد يأمن أيضًا، ولكن، من جهة أخرى، إذا داس أحدٌ على طرف ذيلي كالتمساح، فإن هذا البلد بأكمله جنوبًا وشمالًا، يرتجف من الرعب.


عندما أمسك بالمجاديف تحجز القطعان، وتوصد المزاليج.


وعندما أبحر باتجاه أبيدوس ضد من نسيَ نفسه، فأجده مع حراسه أعلى الأسوار، وأستفزه للقتال، يصيح ذلك البائس: "يا لها من مصيبة !!" ، هذا لأنني رجل قوي ليس من ند له".

تعليقات