بقلم: رانيا محمود مسعد
عالم سريع، متغير، تسوده الماديات، وتغلب عليه المصالح، وتقِل فيه العلاقات الودية، حياة أغرقت الجميع بالضغوط والمشكلات، يهرولون في رحاها يبحثون عن لقمة العيش.
يختلف الأشخاص في تحمُلهم لتلك الضغوط، ويستجيبون لها حسب درجة صلابتهم الشخصية، فمنهم من يصمد، ومنهم من يسقط صريعًا للاضطرابات النفسية والحزن والاكتئاب فينعزل عن العالم، وعن نفسه أحيانًا…
متى نأخذ قرار الذهاب للطبيب النفسي؟
هناك فرق بين شخص لديه اضطرابات نفسية وشخص مريض نفسيًا، فالأول لديه الوعي والاستبصار بحالته ويستطيع أن يقرر أن يذهب للطبيب النفسي، ويتخذ ذلك القرار (إن شعر بالحاجة الماسة لشخص متخصص يفهم حالته ويساعده على التخلص من المشاعر السلبية، إن أثرت مشاعره وضغوطه على ممارسة حياته الطبيعية أو عمله، إن شعر بالرغبة في التحدث أو التفريغ الانفعالي لمشاعر مكبوتة بداخله لشخص لا يعرفه).
ولكن … ما هي العوائق التي قد تمنع الشخص من التوجه للطبيب النفسي؟
ما زالت مجتمعاتنا لديها نفس الفكر العقيم والتفكير المتأخر بأن كل من يذهب إلى طبيب نفسي شخص مجنون أو مضطرب نفسيًا، فيخاف الشخص من نظرة الآخرين له بهذا الشكل ويخاف مما يسمى "وصمة المرض النفسى".
تلك الفكرة خاطئة، حيث نجد أغلب الشخصيات المشهورة تتوجه للأطباء النفسيين بشكل دوري، فنحن في عصر مليء بالضغوط، ونحتاج كثيرًا لأن يسمعنا ويفهمنا أحد.
بالطبع لا ننسى دور الدعم الذي يجب أن تقدمه الأسرة والأصدقاء، ودورهم الأهم في ملاحظة أي تغيرات قد تطرأ على الفرد سواء كان طفلًا أو مراهقًا أو شابًا أو في أي مرحلة من العمر.