كتبت: فرح جلول
مع انتصاف شهر رمضان، شهر الإحسان، شهر تتجلىٰ فيه أجواء روحانية متماثلة في كل البقاع الإسلامية، وأخرى تقليدية تتباين طقوسها من دولة لأخرى؛ نظرًا لاختلاف البيئة والتاريخ والسلوكيات الاجتماعية لكل بلد.
المثال اليوم من دولة "الجزائر"، هذه الدولة التي نجد فيها عادات متنوعة سواء في الأطعمة أو النشاطات الثقافية الدينية و المبادرات الخيرية خلال الشهر الفضيل.
إذا ما تمعنا أكثر في الجانب التقليدي، وتحديدًا المأكولات الخاصة بالمناسبة فسنجد أنها تتمحور حول:
1/ "طاجن البرقوق" أو "طاجن الحلو":
"طاجن البرقوق" أو "طاجن الحلو" |
و هو عبارة عن مجموعة من الفواكه الجافة كـ(المشمش والبرقوق، الكيوي، الزبيب، السفرجل)، تطهى بطريقة مميزة تجعل من مذاقه حلوًا، ويقدم هذا الطبق في اليوم الأول من رمضان.
في ليلة النصف من رمضان، وكذلك في ليلة القدر على كل مائدة جزائرية من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، تعبيرًا عن فرحة الشهر الفضيل فالجزائريون يعبرون عن سعادتهم في أطباقهم بتقديم أكلات حلوة المذاق.
2/ "طاجن الزيتون":
"طاجن الزيتون" |
هو عبارة عن زيتون أخضر يُطهى مع قطعة دجاج أو لحم يرافقهما قطع من الفطر والبطاطا المقلية.
3/ الحساء:
الحساء |
هو الطبق الثابث خلال الـ30 يومًا من الصيام لدى كل الجزائريين، بالرغم من اختلاف طريقة طهوه وتسمياته من منطقة لأخرى، فمثلا نجد مناطق الشمال الجزائري يطهو "الشوربة فريك" أما الغرب فيُحبذ "الحريرة" أما في الشرق فيعدون "الجاري" وفي الجنوب يحضرون "الدشيشة".
4/ أما عن المتغيرات فهي السلطات والمُمَلحات والأطباق الثانوية كالبوراك و"البريك" و غيرها.
السلطات الرمضانية |
البوراك |
بعد وجبة الإفطار لابد من وجبة السهرة، فمن المعروف عن الجزائرين اهتمامهم الكبير بصنع الحلويات التقليدية والمعاصرة وتفننهم فيها، فكل زائر للجزائر في الشهر الفضيل لا بد له أن يتذوق "زلابية بوفاريك" الشهيرة و "الشامية "أو قلب اللوز":
الزلابية |
قلب اللوز |
وهي عبارة عن خليط من السميد والسمن واللوز معدة بالفرن وتسقى بالعسل أو الشراب المحلى، بالإضافة إلى "السيڨار''.
هذا غير سيدة الحلويات التقليدية الجزائرية التي مازالت تترأس القائمة منذ زمن بعيد وحتى الآن، إنها "البقلاوة":
البقلاوة |
وهي عبارة عن عجينتين تتوسطهما حشوة من اللوز والمكسرات منكهة بماء الزهر ومواد أخرى وتطهى في الفرن ثم يتم إضافة العسل عليها.
المقروض |
أما عن مرافق "البقلاوة" هو المقروض أساسه هو السميد سواء بحشوة التمر أو بالبيض ويتم تعسيله أيضًا.
أما عن وجبة "السحور", فتشترك معظم العائلات الجزائرية على إعداد طبق "السفة" يرافقه اللبن، فإن هذا الطبق صحي جدًا ويساعد الجسم على مقاومة يوم كامل من الصيام دون عطش أو جوع.
السفة |
كل العادات المذكورة سابقًا ترافقها عادات خيرية أخرى ترافق الجزائريين طيلة السنة، و تزيد أكثر في الشهر المبارك، حيث يتم تنظيم موائد فاخرة لإفطار الصائمين البعيدين عن أهاليهم وعابري السبيل يوميًا على مدار شهر كامل، حيث يقيم كل يوم فوج شبابي وليمة إفطار راقية بمأكولاتها وبطريقة الترحيب والتقديم، ليتم بذلك خلق جو من التنافس بين الفرق المتطوعة على أحسن واجب رمضاني أخوي، هذا إلى جانب السهرات الفنية الإنشادية والمحاضرات الدينية والمسابقات الفكرية اليومية المنظمة من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وكذا وزارة الثقافة والفنون، ووزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع الجمعيات الفاعلة في الميدان.
يبقى شهر رمضان أكبر دليل يبرز مظاهر الرحمة والتكافل الاجتماعي وارتباط المرء بربه وعبادته وفرصة لكل من شغلته الدنيا وألهته عن التلاوة والعطاء.