القائمة الرئيسية

الصفحات

طقوس رمضانية على أرض الجزائر

تقرير: فرح جلول

طقوس رمضانية على أرض الجزائر


تتزامن مع شهر التقوى نشاطات ثقافية، فكرية، دينية، وأخرى ترفيهية متنوعة، والمميز خلال السنوات الأخيرة اجتهاد كبير لإضافة لمسات شبابية عصرية إلى تلك المتعود عليها، وهو ما حاولنا رصده لكم ضمن سلسلة رمضان بعيون جزائرية ونبدأ بالمبادرات الخيرية.


فغير وزارة التضامن التي قررت تقديم مساعدات رمضان لذوي الدخل الضعيف في شكل مبالغ مالية تبلغ قيمتها 10 آلاف دينار جزائري تم إيداعها عبر حسابات البريد الجاري للمستفيدين بدل تقديم قُفف المواد الغدائية كما جرت العادة في الأعوام السابقة.


أما الجمعيات الخيرية الشبابية فتلاحمت كعادتها من أجل رمضان دون حاجة أو جوع، فالكل تجند من أجل جمع وتوزيع قُفف رمضان التي تحتوي على كل مستلزمات الشهر الفضيل، كلً حسب عدد أفراد أسرته، والميزة هنا أنه تم تقديمها لمحتاجيها بطريقة سرية حفاظًا على مشاعر الأسر.


دائما مع المجتمع المدني وتحديدًا من ولاية وهران غرب الجزائر مبادرة مستمرة لأجل ترحيل القاطنين بأماكن الظل إلى منازل جديدة ولائقة من أموال المحسنين تحت شعار "والقادم أحلى" (ل كاكي بوملال).


أما مطاعم "الرحمة"، "عابر السبيل"، "إفطار الصائم"، "الإحسان" وغيرها، كلها أسماء لخصال اجتمع من أجل تجسيدها شباب عبر كل قرى ومداشر الولايات الجزائرية تجندوا بأموالهم ووسائلهم الخاصة وبمجهوداتهم لطهي وجبات ساخنة تليق بضيوف الرحمن صائمي الشهر الفضيل.

مطعم عابر سبيل


في حوار للعهد نيوز مع السيد بن ساعد أحمد، أحد منظمي مطعم عابر السبيل فوج الشهيد بلحصيني عبد القادر للكشافة الإسلامية الجزائرية بمنطقة عين الأربعاء لولاية عين تموشنت غرب الجزائر، صرح بتكاتف الجهود من شباب قدم من قرى وبلديات مجاورة كـ"سيد الصافي" و "بني صاف" لإنجاح الموسم الرمضاني وأن الفرق موزعة بين فرق التحضير والطهي والتقديم وحتى التنظيف، حيث يتم تقديم أكثر من 400 وجبة يوميًا لعابري السبيل والعمال القاطنين بعيدًا عن أهاليهم سيما وأن المنطقة صناعية وزراعية بامتياز.


كما أضاف المتحدث، أن هذه السنة يرىٰ المطعم إقبالًا كبيرًا من طرف العائلات التي يتم تزويدها بالوجبات العائلية نظرًا لارتفاع أسعار المواد الغدائية وندرتها لا سيما مادة الزيت، كذلك الخضروات، عدًا اللحوم التي أصبحت منذ زمن حلمًا صعب المنال لشريحة كبيرة من المجتمع الجزائري، غير أن هؤلاء يعملون على قدم وساق كي يقدموا لهؤلاء أشهى المأكولات.


ليختم حديثه بتقديم شكره لكل من أحسن واجتهد لإنجاح هذه العملية ذاكرًا بأن "ما هذا إلا توفيق من الله عز وجل".


أما فيما يخص المبادرات الفكرية والثقافية فقد تم تنظيم مسابقات وطنية في عدة مجالات، منها مسابقة أحسن صورة فوتوغرافية تبرز أجواء رمضان، وأخرى يومية على مستوى دور الشباب بعد الإفطار، والميزة هذه المرة من دار الشباب "مهدية" لولاية "تيارت" بمسابقة يومية تدعى"أرقام و حروف" تهدف إلى إثراء المتسوى الفكري والرصيد الأدبي والعلمي لدى الشباب في شكل تحديات يومية.

مسابقة أرقام وحروف


ميزة أخرى من جنوب الجزائر في ولاية "المنيعة"  حيث تم تنظيم حفل فخم على شرف الأطفال الذين صاموا لأول مرة تحت شعار الصائم المبتدئ تشجيعًا لهؤلاء ولغرس المبادئ الدينية لديهم.

 

ووزارة الثقافة التي سطرت بالتنسيق مع مديريات الثقافة برامج لسهرات يومية ذات طابع متنوع بين الإنشاد والمسرح والمحاضرات الدينية وغيرها، أما وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فقد نظمت مسابقات وطنية لتجويد وترتيل القرآن الكريم لمختلف الفئات العمرية، والمميز هذه السنة إدماج أصحاب المهن ضمن هذه الفعاليات.


تبقى أيام رمضان ساحرة بجوها الروحاني وفعالياتها المتميزة من سنة ومن منطقة لأخرى.

تعليقات