كتبت: آلاء محمود
ليلة القدر هي أحد ليالي العشر الأواخر من رمضان، ليلة مُميزة تأتي مرة واحدة كل عام هجري، فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الليلة لها أهمية كبيرة عند المسلمين، ولها فضل عظيم فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة القدر "إنَّ أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ《 ١》 وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ 《٢》 لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ《٣》" وفيها تنزل الملائكة وتكون الليلة سلام حتى مطلع الفجر: سورة القدر " تَنَزَّل المَلاَئِكَةُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ《٤》سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ《٥》.
ليلة القدر ليلة غير مُحددة بيوم مُعين، تقع هذه الليلة في الثُلث الأخير من شهر رمضان، حيث ثَبُت في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( كانَ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم يُجاور في العَشرِ الأواخر من رمضان، ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان).
وثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فَالْتَمِسُوهَا في العَشرِ الأوَاخر، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ ).
علي الرغم من أن علامات ليلة القدر لا تظهر إلا بعد وقوعها، فدائمًا ما يحرص المسلمون على تتبع ليلة القدر ومعرفة العلامات التي تدل على وقوعها، ولعل من أبرز العلامات الدالة عليها هي:
- طلوع الشمس دون شعاع صباح اليوم التالي أو حمراء حيث رُويَ عن أبي كعب رضي الله عنه: (وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحتها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاع لها حتى ترتفع).
- تكون ليلتها معتدلة أي ليست باردة أو حارة، حيث رُويَ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (ليلةُ القدْرِ ليلةُ سمِحةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارةٌ ولا باردةٌ، تُصبح الشمسُ صبيحتها ضعيفة حمراء).
- النقاء والصفاء، حيث رَويَ في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: ( أمارَة ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا برد فيها ولا حرَّ ولا يحل لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبحَ، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستويةً ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحِل للشيطان ان يخرج معها يومَئذٍ).
- تنزل الملائكة أفواجًا، فقد قال الله تعالي: ( تَنزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبَّهِم مَّن كُلِّ أَمْرٍ) وقد رويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه: "وإن الملائكة تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى".
من اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
فقيام ليلة القدر يحصل بالصلاة فيها إن كان عدد الركعات فيها كثيرًا أو قليلًا، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن دعا بدعوة في وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة.