كتبت: آية عراقي
التاريخ يتحدث، الأوروبيون كانوا كريهي الرائحة بشكل لا يطاق، فيُروى عن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، المعروف بـ "ملك الشمس" أنه لم يستحم في حياته إلا مرة واحدة أو مرتين، وكان قصر "فرساي" في عهده أكثر مكان قذر في فرنسا؛ لأن الملك والأمراء والأميرات كانوا يتخلصون من حاجاتهم الخاصة حيثما تواجدوا، داخل دهاليز القصر وتحت سلالمه وفوق شرفاته وفي حدائقه، وكان يتم ذلك بدون استحياء، حتى شَاعَ بين الفرنسيين مُثُلْ عن القذارة كان يُقَالُ للإنسان القذر "أنتَ من فِرْسَايْ".
وللتّخفيف من الروائح النتنة كان الملك والنبلاء يكثرون من استعمال العطور التي ازدهرت صناعاتها آنذاك، فقد وصف مبعوث روسيا القيصرية ملك فرنسا لويس الرابع عشر "أن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري".
وكانت إحدى جواريه تدعى دي مونتيسبام تنقع نفسها في حوض من العطر حتى لا تشم رائحة الملك، كما أن الروس أنفسهم وصفهم الرحالة أحمد بن فضلان أنهم "أقذر خلق الله، لا يستنجون من بول ولا غائط" ويذكر أن الملكة إيزابيلا الأولى التي قتلت المسلمين في الأندلس لم تستحم في حياتها إلا مرتين، وقامت بتدمير الحمامات الأندلسية.
كما أن الملك فيليب الثاني الإسباني منع الاستحمام مطلقًا في بلاده وابنته إيزابيل الثانية أقسمت أن لا تقوم بتغيير ملابسها الداخلية حتى الانتهاء من حصار إحدى المدن، والذي استمر ثلاث سنوات؛ وماتت بسبب ذلك.
هذا عن الملوك، ناهيك عن العامة، والجدير بالذكر أن العطور الفرنسية التي اشتهرت بها باريس تم اختراعها حتى تطغي على الرائحة النتنة وبسبب هذه القذارة كانت تتفشى فيهم الأمراض، كان يأتي الطاعون فيحصد نصفهم أو ثلثهم كل فترة، حيث كانت أكبر المدن الأوروبية كـ"باريس" و"لندن" مثلًا يصل تعداد سكانها 30 أو 40 الفًا بأقصى التقديرات، بينما كانت المدن الإسلامية تتعدى حاجز المليون وكان الهنود الحمر يضعون الورود في أنوفهم حين لقائهم بالغزاة الأوروبيون بسبب رائحتهم التي لا تطاق.
يقول المؤرخ الفرنسي دريبار: "نحن الأوروبيون مدينون للعرب (يقصد المسلمين) بالحصول على أسباب الرفاه في حياتنا العامة فالمسلمون علمونا كيف نحافظ على نظافة أجسادنا".
فما فعله الأوربيون هو أنهم أخذوا منّا أجمل ما فينا وأورثونا أسوأ ما فيهم.
المراجع: مذكرات الكاتب ساندور ماراي ..
وثائق رسمية من إسبانيا بين 1651 و 1761