أسطورة يهودية "ليليث" زوجة آدم الأولى

 كتبت: أسماء خالد

شيطان المرض والموت، في البداية يجب أن تعرف أيها القارئ أن ليليث هي شخصية معروفة في كتب اليهود، والأسطورة تقول أن ليليث هي الشخصية الأساسية التي تم خَلّقُها مع آدم عليه السلام...كيف هذا؟.

لا يوجد أي نص يدل على هذا الادعاء في القرآن الكريم.

كما تحدثتنا في البداية أن هذه  شخصية خرافية، اليهود زعموا أنّ ليس فقط ليليث هي الشخصية الأساسية، لا، كذلك يزعمون أنه لا وجود لحواء من الأساس… كيف؟، هذا ما سنتحدث عنه في موضوعنا.

لنرجع بالزمن إلى ما قبل نزول آدم عليه السلام على الأرض، بعد أن خلق الله سيدنا آدم، بالتزامن مع خلقه لليليث من نفس قبضة التراب، وبعد ما تشابها، ونُفِخَ فيهم الروح، كانت ليليث شخصية قوية جدًا، لم يقدر سيدنا آدم على السيطرة عليها، والسبب في هذا هو المساواة بين الرجل والمرأة التي كانت هي ليليث.

تّكمِل الأسطورة، فتقول أن الاثنين قد خُلِقا من نفس قبضة التراب، وأنهما متساويان في كل شيء، حاول سيدنا آدم السيطرة على ليليث، لكن هي رفضت هذا، ولهذا السبب هربت من سيدنا آدم وتركته، وهنا بدأ الصراع الأبدي بين الرجل والمرأة، وهذا الصراع من بداية الخلق، وبسبب الصراع، هربت ليليث من سيطرة آدم واتجهت لإبليس لتعيش معه، ومن وقتها وليليث أصبحت معشوقة إبليس الأولى وكانت تحاول بكل الطُرُق  إرضاءه لدرجة أنها كانت تنجب له كل يوم تقريبًا 100 طفل.

اشتكى سيدنا آدم من فعلة ليليث وتمردها، وفي هذا الوقت كانت حواء قد خلقها  الله  من ضلع آدم خاصة؛ ليكون قادر على السيطرة عليها، وبعدها بعث الله لليليث ثلاث ملائكة يحذرونها، اسمائهم  (سينوئي - سنسنوئي - سامينجيلوف) من غضب الله وأن ترجع لطاعته عز وجل، لكنها رفضت، وأصرّت على البقاء مع إبليس، وقتها توعدها الملائكة أنهم سيقتلون كل يوم 100 طفل من أطفالها، فقررت هي قتل 100 طفل من البشر.

ليليث قررت أنها ستنتقم وتكون السبب في طرد  حواء وآدم من الجنة، والكل يعلم أن سيدنا آدم خرج من الجنة بسبب اقترابهم من الشجرة التي حذرهم الله منها.

إبليس وسوس لآدم عن طريق حية!

الشيطان دخل الجنة والحراس يقفون؟ 

في هذا الوقت شاهد إبليس حية ذاهبة إلى الجنة، واتفقا على أنها ستخفيه في بطنها ويدخل بسهولة، بالفعل تسترت الحية على إبليس وخبأته في بطنها  ووسوس لآدم، وكان السبب في طرده من الجنة.

ما هي علاقة ليليث بالموضوع؟

زعم اليهود أن ليليث هي الحية التي خبأت إبليس  في بطنها، ولهذا إبليس قرر أن يزيّن عرشه الذي صنعه بالحيات.

بسبب توعد ليليث بقتل أطفال البشر، كانت الأمهات ف العهد القديم وفي الحضارات السامية والسومارية يقومون بالاستعانة بالـ3 ملائكة في تعويذهم لحماية أطفالهم من شر ليليث، وكانوا يقومون برسم دائرة كبيرة حول سرير الطفل، ويقومون برسم نجمة خماسية مكتوب على أطرافها أسماء الملائكة واسميّ آدم وحواء، وكانت هذه الحضارات مؤمنة أنه لو ضحك الطفل وهو نائم فهذا يعني شيء خاطئ قد حدث، وأن ليليث تحوم في المكان، وكانوا يقومون بضرب الطفل الذي يضحك وهو نائم لينتحب الطفل وتبعد عنه روح ليليث.

 اين تسكن ليليث 

ليليث تتخذ كل المساكن المهجورة والخرابات مسكن لها، وكانت هناك شجرة موجودة على نهر دجلة كان يسكن جذورها تنين وفي أغصانها طائر مخيف، كانت ليليث تسكن فيه لوقت، علم الملك (جلجامش) وهو ملك أورك، أخذ جنوده وهدموا هذه الشجرة، تشردت ليليث بعدها في أنحاء الأرض، وأصبحت تأخذ من الحوايات مسكن لها، ويقال أنها تسكن المقابر، وهناك خرافات تقول أن ليليث هي نفس كيان النداهة التي تحاول خطف البشر وتغوي الرجال وتخطفهم بأمر من إبليس.

لو عدنا بالزمن للتراث المصري القديم، سنجد أن هذه النداهة  هي زوجة إبليس الأولى فعلًا... لكن صرح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن قصة زواج آدم عليه السلام من ليليث قبل أُمنا حواء، لا أساس لها من الصحة، منوّهًا بأنها أسطورة بابلية -وشغل حشاشين-، تزعم أن سيدنا آدم عليه السلام كانت له زوجة قبل حواء، وخطفها الشيطان، والله أعلم.