معاناة النساء في دارفور وفيلم "طوبة لهن" الذي يجسدهم

 كتبت: ندى قاسم

اتنتشر في السودان ما يعرف شعبيًا بـ"كمائن الطوب" لصناعة الطوب الأحمر الذي يستخدم في تشييد المنازل، لكن هذه المهنة الشاقة ظلت لزمنّ طويل حكرًا على الرجال.

جرى تصوير فيلم "طوبة لهن" بمخيّم يأوي أكثر من مائة ألف نازح قرب مدينة الفاشر التي تعرضت لضغط سكاني كبير واضطرابات أمنية ألقت بظلالها سلبًا على النساء والأطفال.

شرحت رزان عبد الرحمن فكرة فيلمها الذي أنتجته كمشروع تخرج بعد إكمال دراستها في كلية محمد بن راشد للإعلام بالجامعة الأميريكية في دبي، بالقول: "اخترت معاناة النساء في إقليم دارفور وعملهن الشاق في صناعة الطوب لتشييد المنازل".

توضح المخرجة السودانية في حديث لها "الفيلم مدته 11:30 دقيقة، وهو يقدم حياة خمسة عاملات في مصانع الطوب المحلية ويتناول مآلات الحرب في الفيلم".

تجسد "حليمة" 28 عامًا الشخصية الأكثر تأثيرًا في هذا الفيلم، فهي تعمل في صناعة الطوب إلى جانب أخريات في المخيم.

في أثناء الاستراحة في العمل تجلس النساء العاملات في مصانع الطوب، ويتحدثن عن الظروف التي دفعتهن للأعمال الشاقة.

على الرغم من ذلك لم تكف حليمة عن مطاردة حلمها فهي تدرس في إحدى كليات جامعة الفاشر وعلى مقربة من التخرج.

وقد استحوذ فيلم "طوبة لهن" للمخرجة السودانية رزان محمد عبد الرحمن والذي عرض بمهرجان مدينة الأقصر المصرية للسينما الإفريقية في الثامن من مارس على اهتمام كبير من قبل النقاد والمراقبين نظرًا لتناوله قضية المرأة في منطقة دارفور بغرب السودان والتي استحوذت على اهتمامًا عالميًا كبيرًا خلال الحرب الأهلية المستمرة هناك منذ عام 2003.

يلخص الفيلم السوداني الوثائقي حياة 5 نساء بأحد مخيمات النازحين في دارفور يعملن في صناعة طوب البناء الأحمر في بيئة شاقة جدًا، مما يعرضهن أحيانًا لمخاطر أمنية وجسدية ونفسية بالغة، كما أدت الحرب الأهلية في دارفوار إلى مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح أكثر من مليونين، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

الشهر الماضى توفي أربعة أطفال في مخيم كلمة للنازحين بمدينة نيالا عاطمة ولاية جنوب دارفور جراء انهيار بئر لصناعة الطوب فوق رؤوسهم أثناء العمل، وهذه الحادثة هزت الرأي العام السوداني الذي طالب بالكف عن عمالة الأطفال بـ"كمائن الطوب".

يرى مؤسس سودان فيلم فاكتوري -مؤسسة معنية بإنتاج وتعليم وتوزيع الأفلام - طلال عفيفي أن فيلم "طوبة لهن" يجسد الحرب في إقليم دارفور التى كشفت عن عمل النساء في مهنة شاقة وغير إنسانية.

كما أكد عفيفي أن الفيلم نجح في الوصول لمهرجان "البافتا" في بريطانيا، أيضًا، وحصل على تمويل من إدارة المهرجان.