كتب: كريم الشربيني
سوزان هي فراشة في قالب امرأة من حيث ملامحها البريئة الممتزجة ببعض من البرية، ستار عيناها المنسدل كأنما هي مسرح تفوح رائحة خشب الزيتون من أرضيته..
لم أعتقد يومًا أن تصلني جثة لامرأة أنهت حياتها بالانتحار على هذا القدر من الجمال.
الجدير بالذكر أكثر، هي أول الحالات المشابهة "أي الانتحار" التي لم تترك خلفها وصية واحدة، أو مجرد أسطر معدودة بكلمات مضطربة، بل أنها ليست صفحة واحدة، إنها سبعة وصايا لأشخاص مختلفين، أما ما جعلني أترك باقي العمل في المشرحة وأبحث بفضول شره عن ماضي تلك السيدة، أنه ثبُت في تحقيقات النيابة أنّي أحد أصحاب الوصايا، وأن باقي الأشخاص قد لقوا حتفهم..
الوصية الاولى
لم تعرف عني شيئًا منذ أسبوع، أتمنى أن تكون وجدت تلك الحبيبة التي حدثتني عن الصفات التي تتمنى وجودها فيها، وأتمنى حقًا أن تكون بخير بعد رحيلي، فكما تعلم أني اتخذت ذلك القرار منذ فترة... لكم يؤلمني ألّا أكون بجوارك يوم عرسك... وداعًا خوسيه.
الوصية الثانية
أنت تستحق حياة سعيدة بدون شخصية مثلي فيها، ابحث عن تلك التي تمنيتها؛ فمرضي حين يجد الأطباء دوائه سأكون تحت الثرى منذ عقود، أنت تستحق كل خير خوسيه.. وداعًا.
الوصية الثالثة
حتى بعد معرفتك لكون الوقت توقف عن القطر في جعبتي، صممت على البقاء بجواري، أعلم ان موتي سيؤلمك، ولكن هذا أفضل من أن أتألم يوميًا أمام عينيك والأطباء يحيطون بي في يأس...أتمنى لك حياة سعيدة خوسيه.
الوصية الرابع
هاربرة تلك فتاة صالحة، أتمنى أن تتعرفا، صدقني هي أفضل من عرفت، تستحق حقًا فتاة مثلها، ليتني أستطيع البقاء لأجمع بينكم وأحمل أطفالكم، لك ولها كل تحياتي القلبية.. خوسيه.
الوصية الخامسة
إنها النهاية خوسيه، أنا مؤمنة أن ذلك هو الحل الأمثل لإنهاء ذلك الألم، ألمك وألمي، لعلنا نلتقي في حياة بلا مرض أو جدال.. الوداع.
الوصية السادسة
إن كنت مصممًا على أن تبقى بجواري، أرجوك لا تدعني وحيدة، رافقني في رحلتي إلى هناك، حيث حياة بلا تعب، أعلم أنك ستتأخر قليلًا ولكنّي مؤمنة أنك ستتخذ القرار السليم، وسأنتظرك خوسيه.
وصية للطبيب
اترك جسدي دون تشريح لكي لا يخشى خوسيه الاقتراب مني هناك.. وإن وجدت وقتًا لقراءة المذكرات لا تخبر أحدًا أنّي كنت أعلم بمرض خوسيه...سوزان