القائمة الرئيسية

الصفحات

الحجاج بن يوسف الثقفي "نائب الحجاز سابقًا"

 كتبت: أسماء خالد

الحجاج بن يوسف الثقفي "نائب الحجاز سابقًا"

أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، قائد في العهد الأموي ولد ونشأ في الأراضي المقدسة تحديدًا "الطائف".

 

اسم الولادة: كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي.


الميلاد: 661 (40 هـ).


الوفاة: 714 (95 هـ) (53 سنة).


اللقب: الحجاج _ المبير _ المبيد.


الأب: يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي.


 الأم: الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود.


أخ: محمد بن يوسف الثقفي.


الابناء: يوسف، الوليد، عبد الملك إبان.


شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي


ذُكر أن الحجاج كان صغير الجسد، ولكن كان فصيحًا وبليغًا وخطيبًا جبارًا، وقد كان ناصبيا يبغض عليا في هوى آل مروان بني أمية وكان جبارًا عنيدًا مقدامًا على سفك الدماء بأدنى شبهة، كان حسودًا كما وصف نفسه لعبد الملك بن مروان أنه كان سياسيًا محنّكًا وقائدًا مدبرًا، وكثيرًا ما استخدم المكر والخداع لكي ينتصر في حروبه.


سيرة الحجاج بن يوسف


في حرب مكة في 73، أمره عبد الملك بقِتالِ عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيشٍ كبيرٍ وقتل عبد الله وفرَّق جموعه، فولاَّه عبد الملك على مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليهم العراق، انصرف إلى الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، ثبتت له الإمارة عشرين سنة.


بنى مدينة واسط وتوفى بها، وأجرى على قبره الماء، وكان سَفَّاكًا سَفَّاحًا مُرْعِبًا باتِّفاقِ مُعْظَمِ المُؤَرِّخِين. 


عُرف بـ"المبير" أي المُبيد، وقد ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها، وقد ذكر الإمام الذهبي ذلك في السير 4/343 أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلًا، وكان ظلومًا جبارًا خبيثًا، وكان ذا شجاعة ومكر، وفصاحة وإقدام وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخه، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وذله لأهل الحرمين.



ولاية الحجاج على الحجاز


قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه وعذبه، وأرسل إلى أمه "أسماء بنت أبي بكر" أن تأتي إليه فأبت، فأرسل إليها لتأتين أو لأبعث من يسحبك بقرونك، فأرسلت إليه: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. فلما رأى ذلك أتى إليها فقال: كيف رأيتني صنعت لعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسدت عليك آخرتك، وقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، فقد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه فانصرف ولم يراجعها. 


قيل أن دخل الحجاج عليها فقال: إن ابنك ألحد وإن الله أذاقه من عذاب عسير، قالت: كذبت، كان بارًا بوالديه، صوامًا قوامًا، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كاذبين، الآخر منهما شر من الأول، وهو مبير. إسناده قوي وهذا درس في الصدع بقول الحق أمام الجبابرة، لا يقدر عليه إلا من أوتي قوة وشجاعة ودين.


بعد أن انتصر الحجاج في حربه، أقره عبد الملك بن مروان على ولاية مكة المكرمة وأهل مكة، وكان وإياهم وأهل المدينة على عدم وفاق، وفي 75 هـ قدم عبد الملك بن مروان المدينة وخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعزل الحجاج بن يوسف عن الحجاز لكثرة الشكايات فيه فجعله ولي للعراق وأقره على العراق.


ولاية الحجاج على العراق


دامت ولاية الحجاج على العراق عشرين سنة وفيها مات.  


كان قد أرسل من يأمر جميع الناس بالاجتماع في المسجد، ثم دخل المسجد مغطيًا وجهه بعمامة حمراء، واعتلى المنبر فجلس وأصبعه على فمه ناظرًا إلى المجتمعين في المسجد، فلما ضجوا من سكوته خلع عمامته وقال خطبته الشهيرة التي بدأها يقول:


"أنا ابن جلا وطلاع الثنايا، متى أضع العمامة تعرفوني"


عن أبي بكر بن أبي خيثمة عن بحر بن أيوب عن عبد الله بن كثيرة قال: صلى الحجاج مرة بجانب سعيد ابن المسيب قبل أن يكون الحجاج ذات منصب، جعل يرفع قبل الإمام ويقع قبله في السجود، فلما سلَّم أخذ سعيد بطرف عبائته "وكان له ذكر بعد كل صلاة"، فما زال الحجاج ينازعه بعبائته، حتى قضى سعيد ذكره، ثم أتى عليه سعيد فقال له: «يا سارق. تصلي هذه الصلاة؟ فوالله لقد هممت أن أضرب بهذا الحذاء وجهك». فلم يرد عليه ثم مضى الحجاج إلى الحج، فعاد إلى الشام. ثم جاء نائبًا على الحجاز، فلما قتل ابن الزبير، فر راجعًا إلى المدينة نائبًا عليها.


لما دخل المسجد، إذا مجلس سعيد بن المسيب، فقصده الحجاج، فخشى الناس على سعيد منه، حتى جلس بين يديه، فقال له: "أنت صاحب هذه الكلمات". فضرب سعيد فوق قلبه بيده وقال: «نعم». قال: «فجزاك الله من معلم ومؤدب خيرًا. وما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك ". ثم قام ومضى. 


مرض الحجاج بن يوسف 


مرض الحجاج مرضًا غير عادي يحكى ويتحاكى عنه المؤرخون، حيث كان مرضه بالأكلة وقعت في بطنه، ودعًا الطبيب لينظر إليها، فأخذ لحمًا وعلقه في خيط وسرحه في حلقة وتركه ساعة، ثم أخرجه وقد علق به دود كثير، فكانت الكوانون حوله مملوءة نارًا وتدنى منه حتى تحرق وهو لا يحس بها.


موت الحجاج بن يوسف


مات الحجاج في رمضان أو شوال سنة 95، ولمّا مات لم يعلم أحد حتى أشرفت جارية بكت وقالت "ألا أن مطعم الطعام ومُيتم الأيتام ومُرمل النساء ومفلق الهام وسيد أهل الشام قد مات"، وكان قد أوصى يزيد بن أبي مسلم أن يُدفن سرا وأن يخفي موضع قبره، كي لا يتعرض للنبش والخروج من تحت التراب.


ترك الحجاج وصيته، وفيها قال: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث).. 


ويروى أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئًا فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسنًا فليست ساعة الفزع.


وقد ورد عنه أنه دعا فقال: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.


دُفن الحجاج في قبر غير معروف محله في واسط، فففجع عليه الوليد، وجاء إليه الناس من كل الأماكن يعزونه في وفاته، وكان يقول: كان أبي يقول أن الحجاج جلدة ما بين عينيه، أما أنا فأقول أنه جلده وجهي كله.

تعليقات