كتبت: فرح جلول
ڤيروس تاجي البنية، متعدد الخصائص، واستراتيجية غزوِه وتفشيه مشفرة لا سيما مع ظهوره في شكل متحورات متعددة، مما يجعل الكثير يتساءل عن الحالات الخاصة كالحوامل مثلًا، فكيف يؤثر فيروس كورونا على جسد الحامل؟، وهل يمكن للمشيمة حماية الجنين من الكوفيد؟.
في دراسة تمت على مجموعة من الحوامل اللواتي أُصبن بالكوفيد في الثلث الأخير من الحمل، وُجد أن المشيمة قد تُقلل من انتقال الڤيروس إلى الجنين من خلال إنقاص نسبة المستقبل "ACE2" الذي يستخدمه الڤيروس للعبور وغزو الخلايا.
إذن، إذا كانت المشيمة تلعب دور خط دفاعي ضد فيروس كورونا، فكيف يمكنها التقليل من نسبة المستقبل "ACE2"؟.
تعمل المشيمة على تحفيز إنزيم يسمى "ADAM17"، وهو عبارة متخصص في إزالة الـ "ACE2" من سطح الخلية، وبالتالي لا يتوفر للڤيروس المستقبل المناسب، ومنه عدم قدرته على إصابة خلايا المشيمة مما يعني عدم قدرة الفيروس على الوصول إلى الجنين.
لكن هذا لا يعني أن الجنين محمي بشكل تام!، كيف؟
من خلال دراسات سابقة، تم التوصل إلى أن "خلال إصابة الحوامل بكورونا؛ فإن من 7% إلى 20% من خلايا المشيمة تصاب بالفيروس"، يُفسر ذلك وجود آليات أخرى يستخدمها فيروس كورونا للثأثير على الجنين، كالتسبب في حالة التهابية نتيجة ارتفاع نسبة السيتوكينات (cytokine).
كما بيّنت بعض الدراسات، أن الإصابة الشديدة بالكورونا للأم الحامل، قد تأتي مع ارتفاع الضغط الدموي الحملي (hypertension artérielle gestationnelle) وبالتالي خطر الولادة المبكرة أو موت الجنين.
تجدر الإشارة إلى وجود دراسة حديثة تثبث أن الأشخاص الذين كانت إصابتهم خفيفة إلى متوسطة بالفايروس وتعافوا واستمروا في المعاناة بضيق التنفس (dyspnée) بعد ستة إلى تسعة أشهر من التعافي، فإن ذلك يترافق مع اظطراب في وظيفة الحويصلات الرئوية المسؤولة عن التبادل الغازي التنفسي وهو الأمر الذي لم تتمكن الفحوصات الروتينية من كشفه من قبل كالأشعة الصدرية (Radio thoracique) والسكانار (scanner thoracique)، إلا بعد استعمال تقنية الـ MRI مع غاز XENON التي مكنت الباحثين من تشخيص ضيق التنفس حتى بعد أشهر من التعافي.
ما دام الخطر موجود والفيروس التاجي مازال يضع تاج الأصحاء تحت المجهر ورهن موجات لا نعلم حدها بعد، تبقى الوقاية أمرًا إلزاميًا والعلاج حتميًا والتوعية ضرورة لا بد منها.