القائمة الرئيسية

الصفحات

"أتلانتس" لغز المدينة الضائعة

كتبت: أسماء خالد

"أتلانتس" لغز المدينة الضائعة

أسطورة أتلانتس أثارت جدل كبير جدًا، سر غامض بحثت عنه أقوى السلطات في سرية تامة، قصة حضارة متطورة رواها أفلاطون منذ مئات السنين بطريقة غريبة وعززتها آثار ما زالت صامدة؛ ليكون هذا السؤال هو الأبرز على مر العصور، أين تقع مدينة أتلانتس المفقودة؟. وهل هي حقًا موجودة؟.


أسطورة مر عليها الزمن، عمرها آلاف السنين وستستمر لمئات من السنين القادمة، ليتم الإجابة على ثلاثة أسئلة حيّرت العلماء طوال عصور عديدة، مدينة أتلانتس حقيقة أم أسطورة؟ وإن كانت حقيقة، أين تقع؟ وإن كانت أسطورة لماذا أنفقت العديد من الحكومات أموالًا طائلة لإيجادها؟ 


كيف وصف أفلاطون مدينة أتلانتس، وما هي قصتها الشهيرة


أتلانتس هي مدينة يُقال أنها الفردوس على الأرض أرست قواعدها على قارة نجهلها في العصر الحديث، وذلك منذ آلاف السنين، إلا أنه بحسب وصف الفيلسوف أفلاطون، فهي تقع غرب مضيق جبل طارق في المحيط الأطلنطي، أرض أتلانتس عبارة عن سهل خصب على شكل دائري محاط بالتناغم بين اليابس والماء، وبحسب الوثائق فمساحتها كبيرة جدًا إلى حد يساوي قارة آسيا وليبيا معًا، تحكمها حكومة متطورة ويعيش فيها شعب ذكي وتتمتع بتكنولوجيا متطورة لم يعرف التاريخ مثلها.


 بدأ حكم مدينة أتلانتس المفقودة إلٰه البحر اليوناني "بوسيدون" الذي حرص على استخدام أتلانتس بأكملها للتعبير عن تقديره لزوجته، لذلك قام ببناء قصر كبير لها على أحد التلال في وسط المدينة.


شعب أتلانتس فقد أخلاقه ومبادئه وتحوّل إلى قوة عسكرية خطيرة أخذت تهاجم بقية الدول واحتلت شمال إفريقيا وأوروبا، إلا أن انتفض الشعب ذو الأخلاق النقية، سكان آثينا المدينة الإغريقية لمقاومة عدوان قوم أتلانتس وانتصروا عليهم، حينها غضب الإلٰه بوسيدون، وهنا بدأت نهاية أتلانتس.


بحسب أساطير أخرى، يُقال أن حضارة أتلانتس بكنوزها وآثارها تحطمت بالكامل نتيجة طوفان عظيم، ويربط الناس هذا الطوفان بطوفان نبي الله نوح.


سواء كانت أتلانتس حقيقة أم مجرد خيال، لا بد لنا أن نطرح سؤال، لماذا ارتبط اسمها بالحضارة الفرعونية وبالحكومة النازية، وبأدولف هتلر بالتحديد.


على الرغم من الأقاويل التي تشير إلى أن المدينة المفقودة قد تكون قبّالة الساحل الأسباني أو في الجزء غير المكتشف من القطب المتجمد الجنوبي، إلا أن كنوزها من المتوقع أن تكون مغمورة مقابل شواطئنا العربية.


أفلاطون هو أول من أطلق أسطورة أتلانتس وهذا في قصة تعود إلى العام 360 ق.م، إذ كتب نص غريب حيّر العلماء إلى يومنا هذا، حيث تكلم أفلاطون عن أتلانتس خلال محادثة تدور بين شخصين تحدث أحدهما فيها عن جده الذي ذهب في رحلة إلى مصر، حيث قال أن هناك قارة حكمت العالم وقدمت تطور علمي لا يوصف، فوفقًا للأسطورة أن الأتلانتسيين الناجين من الطوفان انتشروا حول العالم، وعلموا الحضارات الأخرى ما توصلوا إليه من علوم متقدمة تتعلق بالكهرباء ووسائل النقل والطيران، أبرزها الصحون الطائرة والطائرات، وما لا يصدق أن هذا الأمر موَّثق ضمن الآثار الفرعونية المكتشفة التي تصوّر تقدم أتلانتس وتطورها التقني.


وفقًا لرواية أفلاطون فإن أتلانتس تقع وراء أعمدة هرقل، وهو الاسم الذي يطلق على مضيق جبل طارق الذي يصل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطي.


 ما سبب تسميتها بأعمدة هرقل


بحسب الأسطورة القديمة، نتجت هذه الأعمدة عن شق هرقل لصخرة عملاقة في ذلك الموقع، ويعتقد المؤمنون بوجود أتلانتس أن المضيق ما هو إلا بوابة المدينة، وأن جُزر أزور والكناري هي بقايا هذه الحضارة المتطورة.


بغض النظر عن رواية أفلاطون، هناك عدة أساطير تم تداولها عن أتلانتس، أبرزها:

 

الأسطورة الأولى: أتلانتس كانت قارة، وليست مجرد مدينة وقد ظهرت في منتصف المحيط الأطلنطي وتعرضت لغرق مفاجئ.


الأسطورة الثانية: اختفاء أتلانتس في مثلث برمودا


حيث يشير بعض المؤيدين  لنظرية وجود أتلانتس إلى أن المدينة غرقت في مثلث برمودا، وقد دعموا نظرياتهم بآثار طرقات وجدران في المحيط الأطلنطي، ولكن قال العلماء أن هذه الآثار من صنع الطبيعة.


الأسطورة الثالثة: أتلانتس هي انتاركتيكا


تقول هذه الأسطورة أنه قد شهدت القشرة الأرضية تحوّل كبير قبل حوالي 12000 ألف عام، ما جعلها تغيّر موقع انتاركتيكا التي كانت أرض لحضارة أتلانتس المتقدمة بشكل كلّي، وقد تسبب هذا التحول بدفن حضارة أتلانتس تحت الجليد.

 

الأسطورة الرابعة: أتلانتس من اختراع أفلاطون


تشير هذه الأسطورة إلى أن أتلانتس ليست سوى مكان خيالي نسجه الفيلسوف أفلاطون.


تعددت الأساطير، وقد يكون بعضها محقًا والآخر لا، لكن الأكيد أنها خلقت جدال كبير.


ما هي الدلائل التي ارتكز عليها العلماء لدعم نظرية وجود أتلانتس


الدليل الاول: آثار مكتشفة على الساحل الأسباني 


حيث تعتقد البعثة البرطانية الأمريكية، أنه تم اكتشاف بقايا مدينة أتلانتس، عندما تم التقاط صور بالأقمار الصناعية لجنوب أسبانيا، فالآثار المكتشفة على هيئة حلقات تشبه إلى درجة كبيرة الوصف الذي نسبه أفلاطون لأتلانتس في كتابته.


الدليل الثاني: اكتشاف سور عظيم طوله 120 كم في عمق المحيط


 يقال أنه ينتمي إلى حضارة أتلانتس العظيمة.


الدليل الثالث: عثر العلماء على مدينة على شكل أهرامات حجرية غارقة من 50000 ألف عام


في منطقة مثلث برمودا في المحيط، بحيث يعتقد العلماء أن بقايا المدينة المفقودة تعود لأتلانتس، والذي يعزز هذه النظرية هو قرب هذه الآثار من مضيق جبل طارق، وهو المكان الذي وصفه أفلاطون في كتابه.


الدليل الرابع: عثر الباحثون على أدلة تؤكد وجود أتلانتس بين قبرص وسوريا


ذلك باكتشاف آثار مستوطنات بشرية تحت البحار على عمق كيلو متر ونصف، وعلى بعد 80 كيلو متر على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، ويعتقدون أن قبرص هي الجزء الذي ما زال ظاهرًا من أتلانتس.


الدليل الخامس: العثور في مقتنيات أحد السلاطين العثمانيين على وثائق قديمة وخرائط اعتمد عليها الرحالة الشهير كريستوفر كولومبوس لاستكشاف العالم


حيث توجد على هذه الخرئط جزيرة واحدة مفقودة عبر الخرائط الحديثة، فهل يعقل أن تكون أتلانتس؟


الدليل السادس: النقوش الغريبة التي وجدت ضمن آثار الحضارة الفرعونية


حيث يؤمن العلماء أن هناك علاقة قوية بين الحضارة الفرعونية وأتلانتس، فعلى حد تعبيرهم ذهب الناجون من الفيضان إلى مصر ونقلوا إليهم ما توصلوا إليه من علوم متقدمة، الأمر الذي وثقته نصوص غريبة وغامضة موجودة في معبد أبيدوس والذي تظهر غواصات وطبق طائر، يقول المشككون أن هذه الأشكال ناتجة عن عادة نقش الجدران وأن خلال الأعوام التالية نقشت كلمات فوق النقوش القديمة تمدح الفرعون رمسيس الثاني، وكان لمؤيدين وجود مدينة أتلانتس رأي آخر، فعلى حد تعبيرهم أن المصريين القدماء كانوا حرفيين ماهرين وإذا أرادوا كتابة نص جديد كانوا يزيلون القديم أولًا أو يقومون بالتدوين على بقع فارغة، أن نجد نقش واحد من الحضارة الفرعونية يمكن أن تكون صدفة، لكن أن نرى ثلاثة نقوش غواصة وطبق طائر وطوافة غريب جدًا.


هذا ليس كل شيء، هناك اكتشاف غريب آخر يتعلق بالحضارة الفرعونية وقد يكون مرتبطًا بأتلانتس، وهو الغرفة السرية التي تقع أسفل تمثال أبو الهول، والتي يقال أنها تخفي كنزًا علميًا ووثائق معرفية عن عصر الأرض الأول.


 ما الذي يؤكد وجود غرفة السرية تحت أبو الهول


هناك عالم واحد يدعى بيل براون قام بتكريس حياته لإيجاد هذا الكنز المدفون تحت أبو الهول، والملفت أنه وجد أسفل التمثال فجوة مفرغة باستخدام صوور الرادار، ولكن العالم لم يستطع الحصول على إذن بالحفر لاكتشاف هذه الفجوة أو إذا كانت تحتوي على آثار الأتلانتسيين أم لا.


أتلانتس لم تأسر العلماء فقط، بل أسرت أقوى وأهم الحكومات على مر التاريخ، وأهم هذه الحكمات، هي الحكومة النازية التي طلب منها هتلر شخصيًا إيجاد مدينة أتلانتس الضائعة، وكان هتلر يؤمن أن هناك أراضِ غير مكتشفة يقال أنها خلف القطب الجنوبي، وهنا لابد من أن نسلط الضوء على اكتشاف ريتشارد بيرد الذي سعى إلى إسدال الستار عن خفايا القارة المتجمدة الجرداء انتراكتيكا، ففي إحدى رحلاته فوق القطب الجنوبي كان أول ما قاله أن هناك أراضِ شاسعة بعد القطب.

تعليقات