القائمة الرئيسية

الصفحات

ما لا تعرفه عن مرض السرطان وأنواعه

 بقلم: آلاء محمود 

ما لا تعرفه عن مرض السرطان وأنواعه

في حياتنا اليومية وبشكل متكرر بعض خلايا الجسم تموت بشكل طبيعي ويقوم الجسم بتعويض هذا النقص من الخلايا عن طريق الانقسام.


 عند الانقسام، تقوم الخلية بإنتاج نسخة أخرى من الحمض النووي، ثم تنقسم إلى خليتين، هذا ما يحدث في الخلية بشكل مبسط، ولكن عملية الانقسام أكثر تعقيدًا من ذلك. 


عادةً يحدث انقسام الخلايا بشكل منتظم، بحيث يمكن لأجسامنا النمو، الاستبدال، أو إصلاح الأنسجة التالفة، عندما تعمل الخلايا كما هو مخطط لها فإننا نتمتع بصحة جيدة، لكن عندما يختل ذلك النظام، فإننا نمرض. 


في حالة السرطان، تنمو خلايا غير طبيعية وبدلًا من تعويض الخلايا التالفة فقط، تتكاثر تلك الخلايا بشكل كبير دون توقف فتغطي على العضو المصاب مُشَكِلَة ما يسمى بالورم، فالسرطان هو مجموعة من الأمراض، أي أنه أكثر من 100 مرض متشابهون في بعض الخصائص فيما بينهم. 


وقد سُميت بالسرطان لأن الأوعية الدموية المنتفخة حول الورم تُشبه أطراف سرطان البحر، وهذه الأمراض تنتج عن خروج الخلية عن السيطرة، حيث يحدث تغيير في خلية ما، يجعلها تخرج عن نظام التحكم الذي يتحكم في عمل الخلية كما في الخلايا السليمة.


من الأورام التي تنتج عن هذا الخلل نوعان: 


1- الأورام الحميدة (غير سرطانية Benign) 


وهي عادة ما تكون مغلفة بغشاء وغير قابلة للانتشار، ولكن البعض منها قد يسبب مشاكل للعضو المصاب، خصوصًا إذا كانت كبيرة الحجم، وتأثيرها يكون بالضغط على العضو المصاب أو الأعضاء القريبة منها، مما يمنعها من العمل بشكل طبيعي. 


هذه الأورام من الممكن إزالتها بالجراحة أو علاجها بالعقاقير أو استخدام الأشعة لتصغير حجمها، وذلك كافٍ للعلاج منها وغالبًا لا تعود مرة ثانية.


2- الأورام الخبيثة (سرطانية Malignant) 


وفي هذا النوع تهاجم الأورام السرطانية وتدمر الخلايا والأنسجة المحيطة بها، ولها قدرة عالية على الانتشار، حيث تنتشر بثلاث طُرق.


ا- انتشار مُباشر للأنسجة والأعضاء المحيطة بالعضو المصاب.


ب- عن طريق الجهاز اللمفاوي.


ج- عن طريق الدم.


 حيث تنفصل خلية من الورم السرطاني أولى Praimary، وتنتقل عن طريق الجهاز اللمفاوي، ثم عن طريق الدم إلى أعضاء أخرى بعيدة، حيث تستقل في مكان ما من الأماكن الغنية بالدم، مثل الرئة، الكبد، أو العقد اللمفاوي؛ متسببة في نمو أورام سرطانية أخرى تسمى بالأورام الثانوية Secondary.


هناك مُسببات معروفة للسرطان، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:


جسيمات مُسرطنة Physical مثل النظائر المشعة. 


الأشعة فوق البنفسجية وبعض المعادن ذات الألياف Mineral fibers.


تقوم النظائر المُشعة بعمل ثُقوب في الحمض النووي عند تعرضه لها؛ مما يتسبب في خلل في تنظيم الجينات.


 تأتي النظائر المُشعة من الأشعة السينية، الأشعة الكونية التي تصل إلى الأرض ومن غاز الرادون (موجود بشكل طبيعي في الأرض بنسب مُتفاوتة)، وذلك بطرق غير مباشرة. 


أمّا الأشعة فوق البنفسجية، والتي تأتي من الشمس، فتتسبب في ترابط بعض البروتينات في الحمض النووي في الوقت الذي لا يجب أن يكون كذلك، مما يتسبب في خلل في الحمض النووي


بعض المعادن ذات الألياف، مثل ال asbestos، تتسب في تدمير مباشر للحمض النووي بسبب كِبر حجمها. 


مواد كيميائية مُسرطنة مثل الـ Benzopyrene الموجود في سجائر الدخان والـ vinyl chloride المستخدم في الصناعات البلاستيكية، حيث ترتبط جُزيئاتها مع الحمض النووي مُتسببة في الخلل. 


مُسرطنات بيولوجية، مثل الفيروسات أو البكتيريا، حيث تتسبب في خلل في الخلية، حتى تتحول إلى خلية سرطانية، مثل فيروس human papilloma virus، حيث يتسبب في سرطان عُنق الرحم، وفيروس الكبد الوبائي الذي يتسبب في سرطان الكبد وهو أكثر أنواع السرطان شيوعًا


من أنواع البكتيريا helicobacter pylori الذي يتسبب في سرطان المعدة




يَمُر السرطان خلال نُموه بمراحل رئيسية


البداية (Initiation) 


هذه الخطوة الأولى نحو تكوين الورم، حيث يبدأ على مستوى خلية بتغيير بسيط في عملها وطريقة التحكم في هذا العمل والمواد التي تسبب هذه البداية تُسمى مواد مُسرطنة (carcinogens).


التطور (Progression)


 يتكون الورم عن طريق خلية واحدة ويكون بنجاحها في النمو.


سرطان الدماغ


هو أول نوع من أنواع الأورام السرطانية، وهو انقسام غير طبيعي وغير مُنتظم لخلايا الدماغ، سواء في المُخ "المُخيخ"، أو الحبل الشوكي، والذي يُسبب انضغاط لأجزاء الدماغ الأخرى، وبالتالي فقدان إحدى الحواس أو ضَعفها.


أورام الدماغ سواء كانت خبيثة أو حميدة، تتسبب بأعراض مُتشابهة والتي تختلف بحسب مكان حُدوثها من الدماغ. ومن هذه الأعراض:


1- الصداع، خاصةً الذي يصيب الشخص صباحًا.


2- الغثيان والتقيؤ.


2- حدوث تشنجات.


3- ضعف بعض الأطراف العلوية أو السفلية.


4- ضعف بعض الحواس أو تأثرها.


سرطان الدماغ ليس له أسباب معروفة حتى الآن، ويُعالج عن طريق التدخل الجراحي لاستئصال الورم، إذا كان موضعي لإزالة الضغط الواقع على الأجزاء الأخرى، ولكن أحيانًا يكون من الصعب إجراء العملية إذا كان الورم قريب من مكان حيوي هام في المُخ، فيتم استبداله بالعلاج الإشعاعي "العلاج الكيميائي"، مع أن الفائدة منه محدودة، حيث أن العقاقير لا يُمكنها الدخول إلى المُخ عن طريق الأوعية الدموية، ولكن يمكن حقن العقار في السائل المُخي الشوكي. ولا يوجد طُرق للوقاية منه لعدم معرفة أسبابه أو العوامل المؤدية له.


 سرطان الفم


 هو نمو غير طبيعي وغير مُتحكم به للخلايا المُبطنة للتجويف الفمي.


من أعراض سرطان الفم


1- ظهور قُرحة في الفم لا تندمل أو تنزف بسهولة.


2- ظهور ورم أو مساحة صغيرة حمراء أو بيضاء بشكل دائم في الفم.


3 - صعوبة في المضغ أو البلع.


4- التهاب الحَلّق.


5- يكون هناك تحديد في حركة اللسان والفكين أو الإحساس بضيق عند لبس طقم الأسنان الاصطناعية.


6- نادرًا ما يكون الألم أحد أعراض سرطان الفم في مرحلته المُبكرة.


من أسباب سرطان الفم


1- التدخين بجميع أنواعه واستعمال التبغ.


2- شُرب الكحول.


ويُعالج عن طريق التدخل الجراحي والعلاج الإشعاعي.


تتم الوقاية من سرطان الفم عن طريق الابتعاد عن التدخين وشُرب الكحوليات.


سرطان البلعوم الأنفي


هو نمو غير طبيعي وغير مُتحكم به للخلايا المُبطنة للبلعوم الأنفي، وهذا النمو يؤدي إلى انسداد التجويف ومن ثَم الانتقال عبر الغُدد اللمفاوية الموجودة في الرقبة واحيانًا ينتشر الورم في أجهزة الجسم المُختلفة خصوصًا العِظام والكبد.


من أعراض سرطان البلعوم الأنفي:


1- صداع.


2- تشتت في الرؤية.


3- انسداد في الأنف.


4- نزيف من الأنف.


5- تنميل في الوجه.


6- آلام في الرقبة.


ليس من الضروري أن يمر المصاب بسرطان البلعوم الأنفي بكل هذه الأعراض، بل يُمكن أن يمر بعرض أو عرضين، كما أنه من المهم أن هذه الأعراض قد تظهر أيضًا في حالات البلعوم أو اللوزتين.


ليس له أسباب مُحددة، ولكن التدخين والكحول من أهم الأسباب المُرتبطة بهذا النوع من السرطان.


ويمكن علاج سرطان البلعوم الأنفي عن طريق: 


1- التدخل الجراحي إذا كان من المُمكن استئصال الجزء المُصاب.


2- العلاج الكيميائي.

 

3- العلاج الإشعاعي.


4- يجب استشارة طبيب أسنان في حال لزم اخذ أية احتياطات.


لا يوجد طُرق للوقاية من سرطان البلعوم الأنفي، لكن الامتناع عن التدخين وشُرب الكحول يُساهم في تقليل نسبة الإصابة.


سرطان الرِئة


هو نمو بعض خلايا الطبقة المُبطنة للقصبة الهوائية بسنبة أسرع من المُعدل الطبيعي وبشكل غير مُنتظم، مما يؤدي إلى تراكمها وحدوث تداخل في عملية إخراج المُخاط، وتتطور بعض الخلايا المُتضاعفة بسرعة وتُصبح خبيثة، وهذه الخلايا تتزاحم وتقضي على الخلايا الطبيعية؛ وتؤدي إلى احتباس المُخاط في الرِئة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لموت الرجال والنساء في مُعظم البلدان الصناعية. 


من أعراض سرطان الرئة


1- ضيق في التنفس.

 

2- صعوبة في إخراج البلغم من القصبة الهوائية.


3- سُعال مُزمن.


4- خروج دم مع البلغم.


5- الإحساس بالألم.


6- نقص كبير في الوزن دون سبب واضح مع إجهاد.


7- صوت في الصدر أثناء التنفس "ازيز".


8- صعوبة في البلع نتيجة ضغط الورم على المريئ.


وثبت أن أسباب سرطان الرئة هي:


1- التدخين.


حيث ثبت أن المدخنين يتعرضون بسهولة أكثر من غيرهم لسرطان الرِئة.


2- ارتفاع نسبة التلوث في الهواء.


يمكن علاج سرطان الرئة عن طريق:

 

1- الاستئصال الجراحي.


2- العلاج الإشعاعي.


 وذلك بتعريض مكان السرطان للأشعة السينية.


3- العلاج الكيميائي.


 مهم لبعض أنواع سرطان الرِئة، كما انه يُستخدم مع العلاجان الأخران، إذا كانت هناك انتقالات للسرطان خارج الرِئة.


يمكن الوقاية من سرطان الرئة عن طريق الإقلاع عن التدخين، وفصل المصانع القريبة عن المناطق السكانية لمنع تلوث الهواء.


سرطان الثدي


هو أحد أنواع السرطانات الأكثر شيوعًا بين النساء، وهو يحدث غالبًا بعد سن الخمسين، ولكن هذا لا يعني أنه قد لا يظهر في سن مُبكر، أيضًا من الممكن ظهور هذا المرض لدى الرجال، ولكن بنسبة قليلة جدًا مُقارنةً بالنساء.


أسباب سرطان الثدي غير معروفة، ولكن هناك عوامل تُساعد على زيارة احتمال الإصابة به، منها وجود المرض في أحد الأقارب، يمكن أن يكون بالوراثة.


من أعراض سرطان الثدي:


ليس كل تغيّر في الثدي هو ورم، وليس كل ورم هو خبيث، ولكن يجب عدم إهمال أي ورم أو تغيير في شكل الثديين، ومن الضروري مراجعة الطبيب إذا لاحظنا:


1- ظهور كُتلة في الثدي.


2- زيادة في سماكة الثدي أو الإبط.


3- إفرازات من الحلمة.


4- انكماش الحلمة.


5- ألم موضعي في الثدي.


7- تغيير في شكل أو حجم الثدي.


ويمكن علاج سرطان الثدي عن طريق العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة والعلاج الهرموني.


سرطان المعدة


هو نمو غير طبيعي وغير مُتحكم به للخلايا المُبطنة للجدار الداخلي للمعدة.


من أعراض سرطان المعدة:


يصعب تشخيص سرطان المعدة في مرحلة مُبكرة، وذلك لطول الفترة بين ظهور السرطان وبداية الأعراض، وتشمل: 


1- انتفاخ المعدة.


2- فقدان الوزن.


3- فقر الدم والإعياء.


4- ألم مستمر لا يستجيب للعلاج.


5- قيئ.


من أسباب سرطان المعدة:


1- وجود أورام حميدة بالمعدة.


2- المعدة المتبقية بعد استئصال المعدة الجُزئية.

 

3- التهاب المعدة الذاتي (autoimmune) 


4- الإصابة بعسر هضم طويل ألامد.


5- وجود قُرحة بالمعدة لا تُشفى.


6- التكوين الجيني، وقد وجد أن نسبة أعلى لسرطان المعدة تحدث للناس ذوي فصيلة الدم (أ).


يمكن علاج سرطان المعدة عن طريق:


1- التدخل الجراحي.


2- العلاج الكيميائي.


يمكن الوقاية من سرطان المعدة عن طريق الابتعاد عن مُسببات قُرحة المعدة مثل التدخين، شرب الكحول، شرب القهوة بكثرة، أكل التوابل الحارة باستمرار، كثرة الانفعال الشديد.


سرطان البنكرياس


هو نمو غير طبيعي وغير مُتحكم فيه لخلايا البنكرياس، ويكون سواء في رأس البنكرياس أو جسمه أو ذيله.


لا يوجد لسرطان البنكرياس أعراض مُعينة، وهذا السبب في صعوبة تشخيصه، ولكن قد يكون أحيانًا مُتخفي على هيئة التهاب في المرارة، وآلام في أعلى البطن مصحوبة بحصى في المرارة.


أسباب سرطان البنكرياس:


يُعتقد أن هناك مادة في الجسم تلعب دورًا في نشوء ونمو واستمرار الخلايا السرطانية للبنكرياس، وهي NF-Kappa B. 


كما يُعتبر إدمان الكحول والتهابات البنكرياس من الأسباب المهمة في حدوثه.


يمكن علاج سرطان البنكرياس عن طريق:


1- الاستئصال الجراحي في 10% إلى 15% من الحالات فقط.


2- العلاج الكيميائي (Gemzar).


لا يوجد طُرق للوقاية من سرطان البنكرياس.


 سرطان القولون والمستقيم


 هو يُصيب النساء والرجال على حد سواء، ويعد ثالث سبب رئيسي لوفيات السرطان، إلا أنه بالفحص والاكتشاف المُبكر لهذا النوع من السرطان فإنه يمكن شفاءه.


من أسباب سرطان القولون والمستقيم:


أنت في خطر نسبي للإصابة بهذا النوع من السرطان إذا كنت في سن 50 أو أكبر، ولا تعاني من عوامل خطر أخرى. 


في حسن أنت في خطر مُتزايد للإصابة إذا كان لديك سجل مرضي بهذا النوع من السرطان أو أورام في الغُدد.


أسلوب الحياة الخمولي مثل كثرة الجلوس، وقلة الحركة.


يبدأ سرطان القولون والمستقيم بدون أي أعراض على الإطلاق، إلا أنه مع الوقت تظهر عدد من الأعراض يمكن اعتبارها كإشارات تخذيرية مثل:


1- نزيف المستقيم.


2- وجود دم في البراز.


3- تغيّر في حركة القولون، وخاصة في طبيعة البراز وشكله.


4- آلام ناتجة عن تقلصات وتشنجات في المنطقة السفلية من البطن.

 

5- آلام غازية متكررة.


6- اضطرب ورغبة في التبرز في حين لا حاجة لذلك.


7- فقدان الوزن من دون اتباع حمية.


ويتوجب علينا القيام باستشارة الطبيب في حال الشعور بهذه الأعراض، حيث أن الطبيب  هو الوحيد القادر على تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أم لا.

تعليقات