كتبت: نريمان أنور
تظهر لنا يوم بعد يوم مساوئ ومخاطر المواقع الإلكترونية، وهي سلاح ذو حدين فتاك وقاتل، خصوصًا لأشخاص لا يدركون مدى المخاطر التي تواجههم بسبب صغر السن، وهو السبب الرئيسي لتلك المشاكل، حيث واجهت هذه الشريحة من مجتمعات العالم مشاكل بسبب ذاك السلاح الفتاك الذي لا يستوعبها هذا الطفل الصغير، الذي لا يعرف خشونة الحياة التي بدؤا أن يخوضوا مصاعبها، ولكن هم لا يشعرون ولا يعرفون ما هي وما مدى الأضرار التي من الممكن أن تلحق بهم، وهم في ريعان الشباب وبداية نمو أظافرهم الرقيقة، والوقوع ضحايا لأناس لا يعرفون غير الاستغلال والانحطاط بتصرفات غير مسؤولة وغير محاسبة من البيئة القذرة التي تربوا فيها، ألا وهي بيئة الإلكترونيات، ورغم أنها من زاوية بها شاشة واسعة على العلم والمعرفة والتطلع إلى ما هو نافع وثقافي، ولكن من ناحية أخرى قاتل ومدمر وقاسي، ولهذا هو سلاح ذو حدين.
سلاح قتل تسبب بانتحار شابة جميلة كانت ضحيته، بسبب تعرضها لابتزاز إلكتروني مفبرك وتشهير بسمعتها، وذلك ببث صور لها خادشة ومهينة لسمعتها، واقعة سببت صدمة كبيرة في مصر، حيث أصدر الأزهر خطابًا يقول فيه أن مراعاة مشاعر الناس وحفظ السمعة في المجتمع حق من حقوق الإسلام، بل كفلها الإسلام لهذه المجتمعات وأن انتهاكها يقابله سوء العاقبة والجزاء العظيم الرادع.
وجاء في القرآن الكريم "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ".
كان صباح يوم 4/1/2022 في مصر صباح صادم، حيث أشرقت الشمس على سماع خبر انتحار فتاة في الغربية بتركها رسالة مبينة فيها سبب الانتحار، وكان السبب هو الابتزاز الإلكتروني، حيث كشفت الرسالة المكتوبة بخط يد الفتاة عن تفاصيل مؤلمة حول (بسنت خالد شلبي) هو اسم الفتاة المنتحرة.
حيث قالت أسرة الفتاة "للعربية نت" أن ابنتهم انتحرت بعد ما تعرضت لابتزاز بسبب صور مفبركة ليس لها الصحة وتشهير بها وتسويء لسمعتها من قبل شابان يسكنان في نفس القرية، مما دفعها لإنهاء حياتها.
حيث ذكرت أسرة الفتاة، وعلى لسان اخويها أن الشابان قد أخذا صورتها من خلال صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتم تركيبها على صور خليعة خادشة للحياء، لغرض تخويفها وابزازها والغرض كان الدخول معها في علاقة عاطفية، وعندما تم الرفض من قبل الفتاة التي لا تربيتها ولا قيمها تسمح بذلك، قام بنشر صورها المفبركة الخادشة على مواقع التواصل وإرسالها للشباب في هذه القرية، وهي قرية كفر الزيات - الغربية، لإجبارها على الرضوخ لنزواتهم البذيئة.
وهذه الشابة التي تبلغ من العمر 16 عام، طالبة في الصف الثاني الثانوي الأزهري، قد فوجئت بكثير من التعليقات الجارحة ونظرات استنكار من أهالي القرية التي هي ابنتهم والذين زادوا من وجع وظلم وكذب وفبركة الشاب لصورها الكاذبة للتشكيك بأخلاقها وسلوكياتها، كما فوجئت برسائل صادمة، وهذا الذي لم تستطع تلك الفتاة أن تتحمله، مما جعلها تلجأ للانتحار الذي فاجأ أهلها وأسرتها بعد أن تناولت (حبة الغلة السامة) تاركة رسالة مؤلمة محزنة، وطلبت من أسرتها وأبويها أن لا يصدقوا الشائعات والأكاذيب التي طالت سمعتها وسلوكها بطريقة لا تتحملها.
وقد اتهم شقيقا الفتاة شابين في القرية، هم من قاموا بالجريمة، حيث أن الأول هو من طلب منها أن تقيم علاقة معه، وبعد رفضها له، قام الشاب الثاني بترويج وبث الصور المفبركة ونشرها.
في النهاية، تم القبض على الشابين ويتم الآن التحقيق معهم، وقامت النيابة العامة بالتحفظ على جهاز الكمبيوتر للفتاة وكل من هواتف الشابين، وطلبت أسرة الفتاة من النيابة العامة توقيع أقصى عقوبة على الشابين الذين دمرا حياة فتاة في ريعان شبابها، وكانت ضحية لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإلكتروني، والتي تعتبر هي لغة العصر لأن الواقع فرض علينا استخدامها والتعامل معها، ولكن علينا توخي الحذر من كل مغريات هذه المواقع مهما كانت بسيطة فهي فتاكة ومميتة ولا تخلو نهائيًا من حوادث محتملة الوقوع.