القائمة الرئيسية

الصفحات

الإنجاز في دقيقة

 كتب: أحمد طارق الورواري

الإنجاز في دقيقة

كثير من الناس المكتئبين الخاملين المتوقفين عن الإنجاز في عملهم والشعور بمتعة الفاعلية وتحقيق الأهداف في هذه الحياة ويتعذرون بضيق الوقت والانشغال بضغوط الحياة، وأنها أكبر منّا ومن أهدافنا.


 هؤلاء الناس نسوا شيئا هامًا لو أدركوه لما توقفوا عن الفاعلية والإنجاز للحظة واحدة، فإحداث الإنجاز والشعور بمتعة تحقيق الهدف لا يكون فقط في أوقات متسعة وأزمنة طويلة، بل من الممكن إحداث ذلك في واحدة من أصغر الوحدات الزمنية، وهي الدقيقة الواحدة، فدقيقة واحدة لو احسنّا إدارتها لتغيرت حياتنا بأكملها، دقيقة واحدة كفيلة بأن تغير مزاجك من السيء إلى الجيد.


ففي دقيقة واحدة تستطيع أن تعبر لمن تحبه عن حبك وتقول له أحبك، وتزداد بذلك كمية السيرتونين في دماغك، وهو أحد النواقل العصبية المسئولة عن الشعور بالسعادة، في دقيقة تستطيع أن تحتضن ابنك أو أمك أو أختك أو زوجك، وتزيد بذلك من كمية الأوكسيتوسين في دماغك، وهو أحد النواقل العصبية المسئولة عن الشعور بالسعادة أيضًا، ولا يُفرَز إلا باحتضان من تحب.


في دقيقة تستطيع أن تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر، في دقيقة تستطيع أن تطلب من إنسان أخطأت في حقه أن يسامحك، في دقيقة تستطيع أن تصل رحمك باتصال هاتفي، في دقيقة تستطيع أن تلقي السلام على أخيك المسلم، في دقيقة تستطيع أن تصلي على النبي عشرين مرة، أو تسبح أربعين تسبيحة، في دقيقة تستطيع أن تتوب إلى الله من ذنب عظيم فعلته، ويغفر الله لك، في دقيقة تستطيع أن تبتسم في وجه الآخرين فتغير وجه الحياة كلها، في دقيقة تستطيع أن تقول لظالم لا قف عند حدك، في دقيقة تستطيع أن تنصر مظلومًا بكلمة، في دقيقة تستطيع أن تقرأ آية قرآنية، في دقيقة تستطيع أن تجبر خاطرًا مكسورًا، فيجبر الله بخاطرك.


آلاف الأشياء عزيزي القارئ تستطيع أن تفعلها في دقيقة، فتجعلك تشعر بالسعادة، لذلك عاهدني من الآن ألا تتهاون بشأن دقيقة واحدة في حياتك، لأنها من الممكن أن تغير حياتك أو تكون سببًا في تغيير حياة الآخرين.

تعليقات