كتبت: مارينا خالد
عند قص المرأة لشعرها، يُعتبر هذا بداية حياة جديدة، وأطلق على قص الشعر "حياة".
لكن الاسم الحقيقي وراء هذا السلوك هو يعتبر سلوك مشوه للنفس "self -mutilating behavior"، هذا السلوك النفسي تحدثت عنه جميع كتب الطب النفسي، وقد ذكره "د/محمد طه" في كتابه "لا بطعم الفلامنكو".
قال أن وراء السلوك المشوه للنفس عدة أسباب أهمها "الإحباط، الغضب، الانتقام" بدل توجيه المشاعر لمصدره الأصلي، يتم توجيهه لصاحبته.
بدل التسبب في تشويه صاحب الفعل تقوم بتشويه نفسها.
علاقة الفتاة بشعرها علاقة معقدة ومركبة، وذلك ليس له علاقة بكونها محجبة أو غير محجبة، يعتبر شعر البنت جزء منها ومن جسدها.
الانطباع السائد عند الجميع، شعر البنت هو أحد مظاهر أنوثتها وحبها واعتزازها.
أول الأشياء التي تشعر وتتاثر بالحالة النفسية للفتاة هو شعرها، فشعرها يكون أحيانًا شبه المرآة التي تعكس علاقتها بنفسها، فعند الإحساس بالاكتئاب أو الغضب ...يذبل الشعر.
وعند الإحساس بالأمل والإقبال على الحياة...يطول الشعر ويلين ويكتسب لمعان.
يوجد أيضًا قصات شعر توحي بالحالة النفسية التي تعيشها.
يوجد قصة متمردة، قصة حادة، قصه هاجمة، قصة غاوية مغوية، قصة تخفي جزء كبير من وجه صاحبتها "تدل على أنها لا تريد أن ترى العالم ولا تريد للعالم أن يراها".
ويوجد قصة عجوز حزينة "تشعر صاحبتها بالحزن والوحدة".
ويوجد قصة فتاة يائسة على حافة الانتحار.
ويوجد قصة تدفن الأنوثة.
ويوجد قصة معناها قرار الحياة، وأخرى قرار الموت.
يوجد قصات كثيرة بمعاني كثيرة.
كما رأينا الفنانة شيرين بعد مشكلتها التي أدت إلى طلاقها، قررت قص شعرها بشكل كلي، وتحليل ذلك في علم النفس هو "عملية تحوّل نفسي يصل لأعمق طبقات وجودها، وانتقال حقيقي من موقف هو أقرب للموت إلى موقف هو أقرب للحياة".
إعلان صادم عن حقها في الوجود، صرخة عالية في وجه كل من أذاها وحاول كسرها.
الشعرة التي تنبت بعد قصها سوف تكون أقوى وأصلب، كذلك الأنثي.
أن قصة الشعر تعبر عن ولادة جديدة وعمر وأمل، عن انتهاء عهد وبداية عهد جديد، عن استعادة النفس واسترجاع الروح، عن التحكم من جديد في الأمور.
قصة الشعر حياة
تعليقات
إرسال تعليق