تقرير:
شيماء فرحات
نورهان ناجح
إنه رجل الأعمال المصري نجيب أنسي ساويرس، صاحب المناصب العديدة التي تزيد في أهميتها على بعضها البعض، فهو عضو في مجلس إدارة المجلس المصري للشئون الخارجية ورئيس مجلس إدارة ويذر للاستثمارات و غيرها الكثير من المناصب.
غموض ساويرس ليس فقط في ثروته، ولكن أيضًا في تصريحاته وجنسيته وعنصرية الملياردير المصري، لديه ملف أسود من التصريحات، لنبدأ أولا بجنسيته
حقيقة جنسية نجيب ساويرس
نفى نجيب ساويرس حصوله على الجنسية الأمريكية، إلا أن وثائق الحكومة الأمريكية ذاتها تؤكد على حصوله عليها؛ في وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية بالقاهرة على موقع ويكيليكس برقم 59cario2311، تؤكد على جنسية ساويرس الأمريكية؛ في 17 ديسمبر 2009 موجهة إلى الخارجية في واشنطن تتعلق بالمشكلة التي نشبت بين شركة "أوراسكوم" والتي يترأسها نحيب ساويرس والحكومة الجزائرية.
ساعدت أمريكا نجيب ساويرس بشكل كبير في حل مشاكله مع الجزائر، وكشفت الوثيقة عن شراكة عمقية بين نجيب ساويرس ومؤسسات أمريكية عديدة، إضافة إلى معلومة أن نجيب ساويرس مواطن أمريكي.
أيضًا في دعوى موثقة معروفة باسم بينيديتي وساويرس، نظرت المحكمة العليا لادعاء بينيديتي ضد ساويرس بخصوص الثراء الغير مشروع في نزاع قضائي بين أحد شركاء نجيب ساويرس في 17/7/2013.
حيث نصت الدعوى على الآتي "أن السيد بينيديتي مواطن إيطالي مقيم في سويسرا، وأن السيد نجيب ساويرس مواطن مصري أمريكي"، كان ساويرس طوال الوقت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم ولم يعترض على أن تنسب إليه الجنسية الأمريكية.
ساويرس وإثارة الجدل الديني
هاجم ساويرس المادة الثانية من الدستور، والتي نصت على "إن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع في مصر" وجدد مطالبه بإلغائها في برنامج "في الصميم" على قناة "بي بي سي"، حيث بيّن خطورة المادة وقال "إنك متقدرش تحاسب بيها حد لإنه يتم المزج فيها بين الدين والسياسة"، وأن وجود المادة الثانية من الدستور تؤدي إلى نسيان 15 مليون مسيحي، حيث حرض الأقباط المسيحيين في مصر على المطالبة "بحقوقهم".
نجيب ساويرس "إن الأقباط سلبيون"
في 11 يناير 2012 في برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة، عندما سُئل عن الدور السياسي للأقباط في مصر، أجاب أن لا يوجد لواء مسيحي في الجيش المصري.
دائمًا ما كان لدى ساويرس تاريخ كبير في إثارة الفتنة الطائفية في مصر بعدة آراء وانتقادات، لدرجة أنه اتُهِم لأكثر من مرة بعداءه للإسلام، فقد اتهم النظام المصري بتعمد إخفاء النسبة الحقيقة للأقباط في مصر، والتعامل مع أعدادهم على أنها من الأسرار العليا للدولة، وذلك خشية مطالبة الأقباط بحصة في المناصب العليا؛ واستشهد بوجود وزيرة قبطية واحدة في الحكومة الحالية، رغم أن أعدادهم تتجاوز برأيه الـ خمسة عشر مليون، معربًا عن أمله أن يرى المصريون رئيس وزراء مسيحي..
كان التعليق على ذلك بأنه يحاول إثارة فتنة طائفية، فأشعل الجدل في تغريدة على موقع التواصل "تويتر" أساء فيها للحجاب حيث غرد "لو أراد الله الحجاب للنساء لخُلِقن به"، مما كان سببًا في الهجوم عليه، فأكمل بأن سخر في رسم كاريكاتيري من اللحية، والنقاب وهاجم الدين الإسلامي.
"عندما أسير في الشارع أشعر كما كنت في إيران"، ساويرس ليس علماني ولكن دائمًا يتبع مصلحته ولا يهمه أبدًا مصلحة البلاد.
مشاريع نجيب ساويرس في الاتصالات تضعه تحت طاولة القانون والتساؤلات
في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"تخابر موبينيل مع إسرائيل"، أكدت النيابة العامة أن توجيه معظم الهوائيات الخاصة بشركة موبينيل في منطقة العوجة، في جهة الجانب الإسرائيلي يسمح باختراق الشبكة المصرية وتمرير المكالمات الدولية، فرضت المحكمة المصرية الاقتصادية غرامة على "أورانج مصر " موبينيل سابقًا.
كان السبب في اتهامه بالتجسس هو إنشاء محطة للشركة في منطقة العوجة شمال سيناء دون الحصول على موافقة الجهة المالكة للبرج المعدني؛ التعويض لصالح شركة الاتصالات المصرية 49,1 مليون جنيه، تعويضًا لتمرير المكالمات إلى تل أبيب.
التقارير الصادرة عن جهاز الأمن الوطني والمخابرات العامة أدانته بتهديد الأمن الوطني والمخابرات العامة المصرية حتى خروجه من القضية.
سايروس لم يسطوا على شركات الاتصال المصرية فقط وإنما له طموحات أخرى
في 2013/10/16 منعت كندا ساويرس من شراء شركة كندية للاتصالات، بدعوى الحفاظ على الأمن القومي الكندي، حيث قال المدير التنفيذي للشركة الكندية بيبير بلوين "ساويرس كانت لديه كل التصاريح الأمنية للاستثمار لمدة 5 أشهر دون اعتراض وفجأة سحبت الحكومة الكندية كل التصاريح من ساويرس".
نشرت "جريدة العربي" عقد قيمته 325 مليون دولار لإعادة بناء عدد من الطرق وشبكات النقل العراقية، وفي نفس الوقت حصلت شركة موبينيل على رخصة شبكة المحمول بالعراق بأرباح سنوية ضخمة، من ضمن ما قدمته شركة ساويرس لعدم لوجستية الأمريكان أبراج مراقبة وخزانات وقود ودشم للطائرات وممرات للطيران.
كشفت صحيفة "معاريف العبرية" مفاجأة وهي أن وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس الوزراء السابق "إيهود باراك" وزوجته "نيلي" حصلوا على رشاوى وعمولات من نجيب ساويرس للتوسط في إنجاح صفقة حصول ساويرس على نسبة 10% من أسهم شركة اتصالات كبرى في إسرائيل.
قالت الصحيفة أن شركة أوراسكوم للاتصالات اشترت مجموعة أسهم من شركة صينية كبرى تمتلك 51% من أسهم الشركات الإسرائيلية للاتصالات والمعروفة باسم برتينر، اشترت أوراسكوم في البداية 19,3 من الشركة الصينية، بهذا استحوذت الشركة المصرية على نسبة 9% من شركة برتينر الإسرائيلية.
بعد فترة قصيرة سعت أوراسكوم في الحصول على أسهم زيادة من شركة هاتشيسون الصينية، لتصل إلى 23٪، وبذلك زيادة حصة الأسهم في برتينر الإسرائيلية لأكثر من 10٪ من أسهم الشركة؛ هنا تعرضت الصفقة للانهيار، حيث أن جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي والمعروف بـ"الشاباك" شك في نوايا ساويرس ورفض الصفقة خوفًا من سيطرة المصريين على جزء مهم من سوق الاتصالات الإسرائيلي.
أوضحت الصحيفة أن بارك إيهود مارس ضغط شديد لأجل إنجاح صفقة ساويرس ورجع إيهود باراك للحياة السياسية ثانية مرة أخرى بعد غيابه لسنوات من خسارته في انتخابات رئاسة الحكومة الإسرائيلية نهاية تسعينات القرن الماضي.
نجيب ساويرس يثبت ميوله للأمريكان والصهاينة بتطبيعه في مهرجان الجونة التابع له
أطلقت عليه الفنانة سمية أيوب مهرجان "التشليح"، وانتقدته أيضًا الفنانة رجاء حسين "الجونة عُري مش طبيعي، والجونة ملهوش علاقة بالسينما ومتخلونيش أغلط".
كما أطلق البعض تطبيع الجونة بعد "تكريم الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو المعروف بانتمائه إلى الحركة الصهيونية العالمية العنصري المعادي لقيم السلام والتسامح والداعم لاحتلال الكيان الصهيوني في فلسطين وممارسة أعمال إرهاب على شعبنا الفلسطيني.
أيضًا دعم ساويرس صورة "محمد رمضان" مع الممثل الإسرائيلي وتعامل مع الأمر بسخرية.
لديه عداوة خارجية لا يحسد عليها، فقد وجه الملياردير المصري نجيب ساويرس انتقادات شديدة اللهجة، إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متهمًا إياه بإحداث "فوضى كبيرة جدًا" في الشرق الأوسط، وقال ساويرس في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "جنون العظمة المصاب به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلاقته المتوترة بأمريكا وتأييد ترامب الموقف الإسرائيلي من إيران، عوامل مساعدة لتأجيج نار الحرب، خاصة بعد إثارة تركيا لبعض المناوشات ضد اليونان وقبرص ومصر عقب ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث".
استكمالًا للانتقادات، قال إن أردوغان "يتسبب في فوضى كبيرة للغاية في المنطقة، بالإضافة إلى ما يفعله بالاستكشافات في البحر المتوسط ومحاولة سرقة النفط والغاز اليوناني".
بارك رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلقًا على قرار تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.
أعاد ساويرس نشر تغريدة لأردوغان على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وعلق عليها: "نبارك لك عداوة مسيحيِ العالم كله".
أيضًا، دخل رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على خط الأزمة السياسية في لبنان، منتقدًا الصراعات التي تحول دون تشكيل حكومة.
كتب ساويرس في تغريدة على حسابه بموقع تويتر الثلاثاء الماضي: "بينما يعاني لبنان من انهيار اقتصادي وتفشي وباء الكورونا، ما زال الحرس القديم والسياسيين يتصارعون على المناصب والنفوذ معطلين تشكيل الحكومة".
وأوضح الملياردير المصري أن تشكيل الحكومة هو "الشرط الدولي لتلقي المعونات الدولية من صندوق النقد والسوق الأوروبية اللازمة للخروج من الأزمة".
وسبق أن تبرع ساويرس بمبلغ مليون دولار للشعب اللبناني، بعد أيام من الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، بينما أعلن ساويرس دعمه المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، مؤكدًا على ذلك، صرح بأن "من مصلحة مصر فوز ترامب في انتخابات 2020" ومن قبلها دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ليبقى التساؤل موجود في أذهاننا، إلى أين ستصل تصريحات وتصرفات نجيب ساويرس الغامضة.