القائمة الرئيسية

الصفحات

المناعة النفسية وطرق الحفاظ عليها

كتبت: هدير جمال

المناعة النفسية وطرق الحفاظ عليها


مفهوم المناعة النفسية


الحياة مراحل عمرية، منها السعيدة ومنها الحزينة، وفي كل لحظة يختلف الشعور، قد يكون شعورًا سعيدًا كنجاح أو صداقة جميلة أو الحصول على منصب ما في عملك، وقد تحملنا الأقدار إلى أحداث مختلفة وتجبرنا على مواجهة المشاعر التي لم نتخيل أننا سنعيشها في يوم من الأيام، وفي لحظات الحزن، حين نفقد عزيز أو نفارق حبيب أو نُجبر على مغادرة مكان أو وطن، وأحيانًا نتعرض لكارثة مالية نخسر بها كل ما نملك.


لذا نحن نحتاج إلى تحصين أنفسنا من الانهيار والصدمات النفسية التي نمر بها، لذلك نحن بحاجة إلى ما يعرف بـ"المناعة النفسية"



ما هي المناعة النفسية


هي القدرة على التمتع بأكبر قدر ممكن من القوة، لتتفادى الضغوط النفسية والاجتماعية والحياتية، وتقبلها لتتجاوز كل هذه الضغوطات دون السماح لها بإصابتنا بالحزن والاكتئاب من خلال تغيير طريقة التفكير وضبط الانفعالات والتركيز على حل المشكلات، وتقبلك للفشل والتجارب السلبية على أنها جزء من رحلة الحياة.


كن في تفكيرك منطقيًا واحتسب الصبر والرضا تفاؤلًا وقاوم الأزمات وارفض مشاعر الغضب والاستياء والعجز والهزيمة.


كل منّا مطلوب منه الحفاظ على مناعته النفسية، بنفس المقدار المطلوب منه للحفاظ على المناعة الجسدية، فكل منها له أهمية، فكما أنه عليك اتباع نظام غذائي للتمتع بجهاز مناعي قوي يقاوم الأمراض العضوية ويحمي جسدك، عليك أيضًا الاهتمام بتعزيز المناعة النفسية لتتفادى الصدمات النفسية. 


ما هي أعراض غياب المناعة النفسية


الحساسية المفرضة.


2,ـ الأرق الشديد.


الانهيار عند أمور لا تستحق.


سرعة الانفعال مع أتفه الأسباب.


فقدان السيطرة على النفس.


الاحتراق من أجل الآخرين


هناك ثلاثة أنواع للمناعة النفسية


مناعة نفسية طبيعية


هي المناعة الموجودة في الإنسان بالفطرة والتي يحتاجها الإنسان كي يستطيع الاستمرار في الحياة.


مناعة نفسية مكتسبة طبيعيًا


هي مناعة يكتسبها الإنسان من الخبرات والمهارات التي يتعلمها من التجارب والأزمات التي يمر بها.


مناعة نفسية مكتسبة صناعيًا


هي مناعة مكتسبة صناعيًا، كـالتطعيم الذي نحقنه في الجسم عمدًا للوقاية من جرثومة ما، وهي المناعة ونحن نعمل على تقويتها وتنشيطها عمدًا.



ماذا يحدث في حياة الإنسان ويؤثر سلبًا في المناعة النفسية



ما يمكن أن يؤثر في المناعة النفسية، ومن أبرز ما يؤثر بها، هي العوامل الوراثية أو البيئة المحيطة التي يعيش بها الإنسان أو الظروف العائلية التي يمر بها أو التعرض للصدمات العاطفية أو عدم وجود أصدقاء أو معاناة من الوحدة أو فشل في العمل أو الدراسة أو الإدمان والتدخين والكحوليات.


كيف تحافظ على مناعتك النفسية


هناك خطوات عليك اتباعها كي تحافظ على مناعتك النفسية، وهي:


ــ أن تملأ قلبك وروحك بالرضا عن نفسك وحياتك وعدم مقارنة نفسك بالآخرين.


ــ عليك الابتعاد عند جلد الذات، فهو من أهم الخطوات لتدمير المناعة النفسية، فتقبلك للفشل أو الأخطاء التي تمر بها سيساعدك، ثم وجه تركيزك إلى الدروس المستفادة مما كنت تمر به.


ــ ضع هدفًا واضحًا لنفسك، فالإنسان دون هدف كالورقة في مهب الريح تقزفها يمينًا ويسارًا.


تحديدك لهدف ما يجعل لديك إرادة، وعندها تحصن نفسك من أي إحباط أو انكسار..


ــ الحرص على مرافقتك للأشخاص الإيجابيين ليدفعوك للحياة ويملؤن روحك بالتفاؤل والطاقة الإيجابية ويشجعونك على تحقيق إنجازاتك.


ــ قم بتخصيص وقت لنفسك واختر مكان هادئ للجلوس فيه وحدك وتخلص من المشاعر السلبية التي تحملها طوال يومك.


ــ عليك الابتعاد عن المصادر التي تعطيك طاقة سلبية أو تسبب لك القلق، سواء كانت أشخاص أو عمل تقوم به


ــ عليك الامتنان للنعم في حياتك، مهما كانت بسيطة فهي تزيد من طاقتك وقدرتك على مواجهة المشاكل والمشاعر السلبية.


ــ عدم الاهتمام لما يقوله الآخرين عنك، فكن مكتملًا بنفسك ولا تستمد قيمتك منهم.



ــ المسامحة والتحرر من مشاعر الكره والحقد الذي تحملهم داخلك لأنها تنعكس عليك سلبًا وتجعل منك شخصًا قلقًا ومضطربًا.



ــ التفكير الإيجابي يجعلك تبتعد عن التذمر والشكوى وتقبلك للواقع كما هو، ثم قم بالبحث عن مصدر الإلهام لك، ليمنحك الحياة ويحفزك في لحظات اليأس.



ــ عزز ثقتك بنفسك كي تتمتع بالحياة سواء كانت عاطفية أو عملية، فالإنسان الواثق من نفسه يتمتع بمناعة نفسية قوية ويحسن من حالتك المزاجية ويجعلك تتخلص من مصادر الطاقة السلبية ثم يجعلك تغير نظرتك للحياة، وهذا يجعلك تتعلم منها وهذا اختبار لصبرك وتوازنك لنفسك.


أنت تستحق أن تكون شخصًا سعيدًا


ضع في اعتقادك دائمًا أن الحياة قصيرة وأنت وحدك المسؤول عن سعادتك الخاصة، ومهما كانت ظروفك بيدك أن تضع معجزات سعادتك، كلما كنت سعيدًا كلما كانت نفسيتك أهدى وأفضل، وكن دائما على يقين أن رضا القلب يجعلك تشعر بالتفاؤل والثقة بالنفس، وهذا يجعلك تقبل مواجهة صعوبات الحياة وعدم الاستسلام والهزيمة وتجاوزها بكل قوتك، ويجعلك تنهض بعد كل سقوط، فلا تقبل أن تكون شخص ضغيف ومهزوم، بل اجعل ابتسامتك نداء للحياة، وتسلح بمناعتك النفسية في كل وقت تواجه به الحياة بمصاعبها وأحزانها، لأنك تستحق أن تتمتع بحياة سعيدة.

تعليقات