القائمة الرئيسية

الصفحات

غرفة ملابس

 كتبت: إيمان سالم

غرفة ملابس

عندما تكون من الأشخاص المحبين للموضة والفاشون والمهتمين بها، تمشي إراديًا أو لا إرًاديا تنظر إلى المارة في أي مكان في العمل، في المِصعد، الشارع، المقهى ....أي مكان، هذا يرتدي معطف طويل على بنطال واسع، لايليق، وهذا يرتدي اللون الأخضر وعلى رأسه قبعة زرقاء، غير مهندم، أما ذلك الشاب فمظهره جميل ولافت للأنظار ........وهذا وهذه وتلك المرأة وذاك الرجل، ويمر اليوم وأنت تغض بصرك تارة، ودون إرادة نظرك يلتفت تارة ..... ومر النهار.

 

ولكن هل فكرت يومًا هل ما ترتديه يليق بك أم لا؟


أممم......فعلًا سؤال محير يحتاج كثيرًا للتفكير.


ولكن انتظر لحظة... لما أفكر من الأساس في هذا السؤال، هل ما أرتديه في الخارج فقط هو المهم؟


أنا لا أعرف، حتى عند نظري للمرآة لا أعرف، أنا أمضي وقتي ويمر نهار يليه نهار ونهار ونهار ... جديًا لا أعرف الإجابة.


أنا ولدت في عائلة صغيرة كبرت وكبرت أختي وتزوجت وتخرجت من الجامعة بكلية التجارة، وسرعان ما وجدت وظيفة ببنك، كان أحد موظفي هذا البنك صديق لوالدي، هكذا ومرت الأيام.


أتذَكر، لم أختر يومًا ماذا أريد أن أكون، أنا حتى لا أعرف هل أنا سعيد أم لا.


هل صوتي حلو وطرب ويمكن أن أصبح مطرب مشهور يقيم حفلات صاخبة تهز أرجاء العالم.


هل يمكنني أن أكون رسام وأنافس بيكاسو ودافنشي، ولوحاتي تباع بالملايين. 


أمّا أصبح ولد عينيه زائغتان تتلهف عليّ الصبيات وتحلم بي الفتيات.


أو قد أكون مناضل سياسي وحقوقي نشط، أصرخ في المجالس وأنادي بحقوق الإنسان وتملء حياتي الخطب والقضايا.


أم أصبح ......أو أصبح....... 


أنا لا أعرف، لكن لكي أعرف الإجابة عليّ أن أجرب كل تلك الأفكار، فلن نجد أنفسنا في الحقيقة سوى عندما نجرب بأنفسنا...وسوف أخبرك لاحقًا ما وجدته بنفسي.

تعليقات