كتبت/ آيه سالم
بكل أسف وللأسف، هذا الموضوع يتكرر بصورة يومية، وللأسف من أكثر المواضيع التي تهدم أساس وبناء المجتمع أمامنا، لعبة من أبشع اللعب، إنها لا تدمر حياة شخص معين بل تدمر أكثر من فرد للأسف، لعبة من وجهة نظري يمكنها في النهاية الوصول لحد الموت سواء الحقيقي أو المعنوي.
أظن أنكم تريدون معرفة أسم اللعبة، والصدمة كلها هنا في اسم اللعبة وهي لعبة "الطلاق الذي يدعى زواج".
لماذا الاستغراب، هي في الواقع لعبة بشعة تكون بين زوجين، الزواج بينهم على الورق، لكن الواقع المرير هو أن العلاقة بينهم تعتبر طلاق بائن واضح وضوح الشمس، عبارة عن بيت مهجور المشاعر من الداخل، ولكن من الخارج معلق عليه لافتة الزواج، اثنين كل الذي بينهم مشاكل ونفور وجفاء وصد وبرود وكل معاني فقدان الأمل واليأس وكل شخص منهم يتمنى أن يستيقظ في الصباح يجد الآخر وقد اختفى من حياته، والأسوء في هذا الموضوع أن يقوم شخص منهم بعمل علاقة غير شرعية لمجرد الهروب من الواقع الذي يعيشه.
اللعبة كل هذا لم تبدأ بعد، سوف تبدأ عندما يقول كل شخص منهم أنه لا ينفع الطلاق لأجل أولادنا، أنا في حياتي رأيت استغلالًا كثيرًا، لكن أول مرة أرى أب وأم يستغلون أولادهم بهذا الشكل الحقير لمجرد أنهم لا يريدون أن يعترفوا بفشلهم.
لكن بالعقل والمنطق، هل المشاجرة والشد والصوت العالي والضرب والعنف لن يشوهوا أفكارهم ويقتلوا ثقتهم في أنفسهم، للعلم الطلاق الناجح أفضل من الزواج الفاشل، لأن الزواج الفاشل ينشئ جيل معقد يكره الزواج وليس لديه أي فكرة عن المودة والرحمة.
ننتقل للطلاق، والذي انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لماذا وكيف وهل ومتى انتشر الكم الهائل من الطلاق، هل أصبحتم تكرهون بعضكم إلى هذه الدرجة ولماذا لا تفكرون في حلول مناسبة قبل الطلاق وكيف تصلون إلى الطلاق بعد حب دام لسنين، أسئلة وإجابات مختلفة تطرح كل يوم لنفكر بها ونستوعبها.
في الماضي، عندما كان يذكر الطلاق، كانت تدمع العيون وترتجف القلوب وتهتز المسامع، أما اليوم، ويا أسفاه على اليوم، أصبح الطلاق لعبة بين الألسن وفي المجالس، الطلاق الذي له قدسية عند الله أصبح أضحوكة في زمن انتشرت فيه الخيبات.
خلقنا الله لنتزوج ونكمل نصف ديننا، مما يؤكد بأن الزواج له مكانة كبيرة، ومن أساسيات اكتمال الدين، فلماذا أصبح الطلاق أسهل وأبسط كلمة تنطق من بين الشفاة، لأن المرأة أصبحت تأخذ مكان الرجل ودائمًا تنادي بالمساواة، حتى أصبحت قوية أكثر من اللازم حتى نست تمامًا بأنها الجزء الليّن في حياة الرجل، أما عن الرجل فأصبح يرمي كل شيئ على عاتق زوجتة، وأصبح أيضًا يجلس على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليرى ما هو ليس من حقه ونسي حقه وحقها عليه كزوجة، لن أعفي أي أحد منهم، كان الاثنين مسؤلين كل المسؤلية عن وصول الأمور إلى هذا المنحدر لتفلت منهم كل الخيوط لتصل إلى خط النهاية، إلى خط الطلاق.
انصتوا للحظة واحدة، الطلاق حق مشروع ولكن للضرورة القسوى وليس في كل الأوقات، الطلاق يهدم ويدمر ويخرب أجيال، تناقشوا تراحموا توادوا، حتى تصلون إلى بر النجاة إلى حياة سليمة خالية من التشوهات.