القائمة الرئيسية

الصفحات

صاحب أشهر معاهدة سلام "رعمسيس الثاني"

 كتب:٠

- أ/ نجلاء السيد محمد 

- أ/ رنا هشام أحمد

-أ/ حسام مصطفى مسعود 

* تحت إشراف: أ/ مصطفى عبد الواحد محمد

صاحب أشهر معاهدة سلام "رعمسيس الثاني"


 اليوم نتحدث عن واحد من أعظم الملوك المصريين القدماء، حيث نستطيع القول أنه المصري الوحيد الذي وضع لنفسه أثر في كل مكان على أرض مصر، وهو الملك رعمسيس الثاني "وسر ماعت رع، سوتب إن رع" أحد ملوك الأسرة التاسعة عشر.


وقد عُيّن وليًا للعهد في سن الرابعة عشر من قِبل والده الملك سيتي الأول "من ماعت رع".


 قد حكم رعمسيس الثاني مصر لفترة زمنية طويلة، تصل إلى سبعة وستين عامًا، وتزوج من الملكة الشهيرة نفرتاري، وهو صاحب أكبر عدد من الأبناء (حوالي 52 ولدًا و 32 بنتًا) ومن أشهر أبنائه "نع أم واسه" وترجع شهرته إلى اهتمامه بترميم آثار الأجداد، كما اشتهر أيضًا بعلمه الغزير في الديانة المصرية، وابنه"مرنتباح" الذي قد أختير كوليِ للعهد في العام الخامس والخمسين من حكم والده. 


وقد ارتبط اسم الملك "رعمسيس الثاني" بحدث خروج بني إسرائيل وموسي "عليه السلام" من مصر، وبعد وفاة أبيه استمر على سياسة استثمار المناجم والمحاجر، واستكمل بناء منشأته في الكرنك وأبيدوس وغيرها من الأماكن.


وقد أخذ من صفات أبيه واتبع منهجه في إدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية؛ ليحقق الأمن والاستقرار للبلاد ويسيطر على كل جهات الإمبراطورية المصرية.


يمتلك رعمسيس الثاني الكثير من المعابد في بلاد النوبة، وهو صاحب معبد "أبو سمبل" أضخم معبد منحوت في الصخر، وله واحد من أهم المعابد الجنائزية في طيبة الغربية وصاحب أضخم صالة أعمدة في مصر، وهي موجودة في معبد الكرنك، كما أنه صاحب أهم المومياوات التي حُنطت بدقة وصاحب أضخم تمثال نحتته يد بشر في أي وقت ومكان، وقد سقط هذا التمثال نتيجة لزلزال، ولكنه ما زال في مكانه في معبد الرمسيوم، وهو وصاحب تمثال ميدان رمسيس الموجود في موقع المتحف الكبير بميدان الرماية بالهرم والذي كان أول أثرً يلج المكان قبل إنشاء المتحف.


انفرد الملك رعمسيس الثاني بالحكم بعد وفاة والده سيتي الأول الذي أهَلَه منذ الصغر لكي يتولى العرش وتركزت سياسته على محورين، الأول وهو الدفاع عن حدود مصر وسواحلها الشمالية، والثاني هو تأكيد السيادة المصرية على غرب آسيا، وأن يسترد لمصر كل فتوحاتها السابقة خطوة بخطوة.


في العام الخامس من حكمه قام بمعركته الشهيرة مع الحيثيين في قادش، وكان الملك الحيثي موتلي قد استمال إلى جانبه بعض حكام الولايات المعارضة لمصر؛ ولهذا أعد جيشًا قويًا جمعه من كل هذه الولايات، ومن الجنود المرتزقة من جزر بحر إيجه وتقدم إلى قادش.



على الجانب الآخر أعد الملك رعمسيس الثاني العدة لملاقاة الحيثيين ومعه أربع فرق تحمل أسماء (آمون وبتاح ورع وست) وسار على الطريق التقليدي، واتجه شمالًا نحو الشاطئ السوري.



بدأت قوات الأعداء تصل إلى أرض المعركة التي كانت سجلًا بين الحيثيين، بين نصر هنا وهزيمة هناك، وقد ذكر رعمسيس في سجلات المعركة أن ملك الحيثيبن طلب منه العفو حتى لا يفنى ما تبقى من رعاياه، وأنه قد قبل بعد نصيحة مستشاريه أن يتوقف عن القتال ولم يحقق أي الجيشين نصرًا حاسمًا، بل كان التعادل هو النتيجة النهائية للمعركة.


بعد وفاة الملك الحيثي موتلي، تولى خاتوسيلس عرش بلاد خيتا وارتأى  عقد معاهدة سلام مع الملك رعمسيس الثاني ليتفرغ لبعض المشاكل الداخلية والخارجية، وقام الملكان بتوقيع المعاهدة في العام الحادي والعشرون من حكم رعمسيس الثاني، أي حوالي 1280 ق.م، وقد كُتِبَت المعاهدة بالخط المسماري على لوح من الفضة، كما كُتِبَت بالخط الهيروغليفي أيضًا، وسُجِلت على جدران المعابد المصرية، مثل معبد الكرنك، وتُعتبر أول وأقدم معاهدة سلام عرفها التاريخ .




المصادر:٠ 


- كتاب (تاريخ وحضارة مصر القديمة) الجزء الأول منذ بداية الأسّر وحتى نهاية الدولة الحديثة لدكتور/ عبد الحليم نور الدين. 


- كتاب (فرعون المجد والانتصار: رمسيس الثاني : ملك مصر ) للمؤلف/ كنت أ. كتشن، ترجمة أحمد زهير أمين، مراجعة محمود ماهر طه. 


- كتاب (ملوك مصر القديمة) لدكتور/ محمد راشد. 


- كتاب (الأسس الأولية في علم الآثار المصرية) لدكتور/ عماد أحمد الصياد مدرس الآثار المصرية كلية الآداب - جامعة الإسكندرية.

تعليقات