القائمة الرئيسية

الصفحات

أسطورة بحر الشيطان

 كتبت: دعاء عبد الوهاب

أسطورة بحر الشيطان


قليلًا ما يتم ذكر هذه المنطقة، فدائما يكمن التركيز على "مثلث برمودا" بالرغم من أن "مثلث الشيطان" يعد الأكثر رعبًا، فقد اختفى به المئات من البشر، واختفت به سفن وطائرات وغواصات، ولكن لم يجدوا تفسير دقيق لهذه الأحداث.


 البعض اعتبر أنها خوارق وظهر لها العديد من الأساطير والبعض الآخر اعتبرها ظواهر طبيعية.


موقع بحر الشيطان


"مثلث فورموزا" أو المعروف ب "بحر الشيطان أو مثلث التنين أو مثلث برمودا الهادئ".


هوا مكان بنفس خطورة مثلث برمودا، يقع في اليابان في المحيط الهادي حول "جزيرة مياكي" اليابانية، على بُعد 100 كيلومتر من جنوب طوكيو، وهي منطقة تقع على مدار ثلاث دوّل هم "هونغ كونغ، والفلبين، وتايوان، واليابان".


مساحة بحر الشيطان


مساحة المنطقة حسب ما تم اعتماده عام 1950 ”تبعد حوالي 110 كم من الساحل الشرقي لليابان، وتنتهي عند 480 كم من الساحل، ويبتعد عن طوكيو بحوالي 100 ميل".


سبب تسميته ببحر الشيطان


تعود تسميته إلى ما قبل الإبحار في المحيط الأطلنطي، أي يعود إلى أكثر من 3 آلاف سنة.


الحوادث التي حدثت في مثلث الشيطان


حدث اختفاء لعدد كبير من الطائرات والسفن، ولكن لم تلقى أي من هذه الحوادث صدى حول العالم ولم تكتشف بشكل معمق، إلا أن بعض الصحف اليابانية كتبت عن تلك الأحداث مثل "صحيفة أساهي" ولكن لم تلقى تلك الكتابات صدى بالعالم الغربي، إلا أن "وكالة رويترز العالمية" نشرت تقارير حول اختفاء السفن والطائرات في بحر الشيطان، وعدم التفات العالم لهذه الأحداث سببه هو بعد المسافة بين اليابان والدول، وصعوبة تعلم اللغة اليابانية.


من الحوادث البارزة في الماضي:-


الفاتح "كوبلاي خان" حفيد "جنكيز خان"، ملك الإمبراطورية المغولية، حاول في عاميّ  1274,1281 أن يغزو اليابان ولكن المحاولتان باءت بالفشل، وفقد فيهما سفنه البحرية وحوالي 40 ألف من طاقمه في هذه المنطقة، وقيل أنه بسبب الأعاصير التي حدثت، وعندما تخلى "كوبلاي" عن الغزو، انتشرت أسطورة تقول "أن الله هو الذي أنقذهم من الغزو بإرسال الأعاصير"، وتعززت هذه الأسطورة بأنه فيما بعد وجد علماء الآثار والغواصين الأساطيل الماغولية المتبقية.


وأسطورة أخرى تقول "أنه شوهدت سيدة غامضة تبحر بسفينة في بحر الشيطان في أوائل عام 1800، ويقال إن السفينة تشبه المعدات اليابانية التقليدية لحرق البخور، ومع ذلك لا تزال وجهة السفينة وهويتها لغزًا.


ومن أشهر الأحداث في الأعوام السابقة


(1) الطائرتان تايهو وشكوكو


تعتبر من أوائل الحوادث التي حدثت في الحاضر وهو الاختفاء المفاجئ لحاملتي الطائرتين اليابانيتين "تايهو وشكوكو" وهما يحملان على متنهما عدد كبير من الطائرات الحربية، وكان الاختفاء مريبًا بالفعل، حيث لم يتم العثور على أي أثر لهما.


(2) طائرة شحن طراز (سي 97) الأمريكية


عام 1957 أقلعت طائرة شحن خاصة بالقوات الجوية الأمريكية من جزيرة "وياك" إلى مطار "طوكيو" الدولي، وهي من طراز (سي 97) الدولي وعلى متنها 67 شخصًا من أعضاء الجيش، ورغم الظروف المناخية المثالية للطيران إلا أن الطائرة قد اختفت دون أثر رغم إعلان الطيار عبر جهاز اللاسلكي أنه يبعد عن طوكيو مسافة 320 كلم، حيث أن المراقبون توقعوا وصول الطائرة خلال ساعتين فقط ولكن الطائرة لم تصل.


(3) الطائرة التابعة للخطوط الجوية الكورية


هذه الحادثة تعتبر من أسوء الحوادث التي حدثت في بحر الشيطان علي مر التاريخ، حيث تعرضت الطائرة الجوية الكورية KAL Flight للقصف من قبل القوات السوفيتية، وتسبب هذا في مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 269 راكبًا، وذلك بسبب سيرانها لمسافات طويلة بسرعة ودون توقف حتى دخلت في الحدود السوفيتية، فقامت أجهزة الدفاع السوفيتي بقصف الطائرة، حيث ظنت أنها طائرة تجسس، وحدث هذا العطل في الطائرة بسبب توقف أجهزة الملاحة في الطائرة عند مرورها فوق بحر الشيطان.


(4) الطائرة التي أقلعت من مطار سان ديجوا


في عام 1939 أقلعت المقاتلة الأمريكية "سان ديجوا" في تمام الساعة 3:30 بعد الظهر، وبعد رحلة استغرقت 3 ساعات وعند عبورها المحيط الهادي في بحر الشيطان، أرسل الطيار رسالة إلى القاعدة أن الرحلة تمر بظروف صعبة لم يتعرض لها من قبل ولم يعرفها ثم انقطع الإرسال، وبعد فترة عادت الطائرة للقاعدة وكانت المفاجأة أن جميع من كانوا على متن الطائرة توفوا وكان عددهم 12 كابتن باستثناء الكابتن أصيب وأغمى عليه بعد الهبوط، وتوفي القبطان بعد 3 دقائق، وعندما فحص مجموعة من الجراحين الجثث وجدوا أن هناك حالات غريبة، حيث يوجد عدة ثقوب في أجسامهم وبالصدر، وتلوث شديد بالجلد وانبعاث رائحة كريهة غريبة داخل الطائرة، وحتى الآن رغم تقدم العلم لم يتم تفسير ما حدث في هذه الطائرة.


(5) السفينة الفلبينية كارلوتا 


سفينة "كارلوتا" كانت في رحلة في المحيط الهادي عند بحر الشيطان، وأثناء الإبحار حدث اشتعال مفاجئ دون سبب، حيث أنه لم يكن يوجد أي مواد قابلة للاشتعال على متن السفينة، وعند محاولة الطاقم إطفاء الحريق في الجزء الأمامي اشتعل آخر في الجزء الخلفي وعجز الطاقم عن إطفائها ولكنهم فوجئوا بانطفاء النيران فجأة بعد أن أصيبت السفينة بتلف كبير وعادت السفينة إلى الفلبين، وبعد أن دمرتها النيران عجزت الشركة عن بيعها واستخدامها، ولا تزال موجودة في الميناء وأصبحت لغزًا في العالم.


(6) حوادث مختلفة


• عام 1968 اختفت الغواصة السوفيتية "جولف" وهي تحمل ما يقارب 3 قنابل نووية.


• عام 1989 اختفت الغواصة النووية "إيكو3".


• عام 2002 في نفس المنطقة اختفت سفينة الشحن "لينجاي" وكان على متنها 19 راكبًا.


• بسبب الأحداث قامت الحكومة اليابانية بتمويل مشروع ضخم لدراسة "بحر الشيطان" ومعرفة أسباب الحوادث، وقد خرجت سفينة مجهزة بأحدث تكنولوجيا البحث والدراسة وكان بها 100 عالم ياباني، ولكن السفينة اختفت دون أي أثر.


 وبعد هذه الحادثة أوقفت الحكومة اليابانية عمليات البحث والاكتشاف واعتبرت أن منطقة "بحر الشيطان" خطرة جدًا وذكرت الحكومة ذلك على خرائطها الرسمية للبلاد.


تصريح الحكومة اليابانية


تصريح رئيس قوات حرس الحدود اليابانية منطقة "فورموزا" القريبة من سواحل اليابان والفلبين هي في نفس خطورة منطقة برمودا، وتتميز بعدم توازن في الجاذبية، لذلك يجب أن تتوخى السفن الحذر عند المرور عبر المنطقة واتخاذ الإجراءات الضرورية والاحترازية ضد الأخطار التي تحيط بالمنطقة ".


الأساطير المشهورة عن بحر الشيطان


من البداية كان مصطلح "التنين" هو الأصل في اسم "بحر الشيطان"، حيث ينبع من الأساطير الصينية حول التنين الموجود تحت الماء، ووفقًا لهذه الأسطورة فالتنين هو السبب في الهجوم على السفن لكي يشبع جوعه، وفقًا للأسطورة هو يعيش بمنطقة في البحر داخل مبنى موجود أسفل جزيرة صغيرة بمقاطعة "kiangsu", وقد نشأت هذه الأسطورة من فترة طويلة قبل 900 سنة قبل الميلاد.


ومع التركيز على وجود مخلوقات أسطورية مثل التنين، أحدثت هذه الخرافات تأثير كبير على الأساطير والقصص الغامضة التي تم سردها في السنوات الماضية.


على نحو مماثل، فإن الاسم الياباني "ما نو أومي" الذي يعني "بحر الشيطان" صاغه في الأصل أبناء اليابانيون القدماء عندما تم نشر قصص عن هذه المخلوقات البحرية.



التفسيرات العلمية التي توصل لها العالم عن هذه الأحداث


العلماء أوجدوا الكثير من النظريات ليفسروا ما يدور بالمنطقة.


• كان منها أن الحالات الشاذة التي تحدث بسبب ظاهرة بيئية، وقد تجادل العلماء في هذه النقطة أنه يخرج فقاعات على سطح الماء عندما تنفصل الرواسب الشبيهة بالجليد عن قاع محيط وقت الانفجار، وتكون هذه الفقاعات هي كرات ضخمة "لغاز الميثان" تعمل على تقليل كثافة الماء، فلا يستطيع الماء حمل السفن فتغرق السفينة على الفور، وبالنسبة للطائرات فإن الطائر يختنق من رائحة الغاز فيسقط بالطائرة في المحيط دون أن تترك أثر، وقد عثر العلماء على آثار كرات الغاز في القاع.


• وقد اقترح بعض علماء مثل "إيفان ساندرسون" أن التيارات الساخنة والباردة تؤدي إلى اختفاء السفن في بحر الشيطان، وفقًا لهذه التيارات فإنها تؤدي إلى اضطرابات كهرومغناطيسية تحبس السفن المارة.


• وتشير فرضية أخرى إلى أن البراكين تحت سطح البحر في هذه المنطقة هي التي تسببت في اختفاء السفن، وأن هذه الثورات من البراكين يمكن أن يكون قد سبب مثل هذه الحوادث، مما يثبت قصص التنين الماص للسفن وطاقمها إلى أعماق المحيط، وبسبب هذه البراكين والأنشطة الزلزالية وفقًا لعلماء البحار فإنه غالبًا ما تختفي جزر هذه المنطقة وتظهر جزر جديدة بنفس الوتيرة.


في عام 1989، كتب الكاتب الأمريكي "تشارلز بيرلتز" كتابًا بعنوان "مثلث التنين"، بعد عمل بحث مفصل عن أنشطة الخوارق في بحر الشيطان، وقال إن الحوادث التي تعرضت لها خمس سفن عسكرية يابانية في المثلث، بسبب الطبيعة الشريرة للبحر، أسفرت عن مقتل أكثر من 700 مليون شخص.


ومع مرور الزمن والتشكيك في تشارلز لحججه التي تثبت أن بحر الشيطان هي منطقة أسطورية تكثر مع أنشطة خوارق، نشر "لاري كوش" كتابًا بعنوان "لغز مثلث برمودا تم حله في عام 1995" ورفض كوشي في عمله قصة اختفاء السفن الحربية اليابانية، معتبرًا أن السفن التي فُقدت كانت قوارب صيد، كما ادعى كوشي في كتابه، أن سفينة الأبحاث التي أرسلها اليابانيون كانت تحتوي على طاقم من 31 شخصًا فقط مقارنة ب100 شخص ذكرها تشارلز وان، السفينة تحطمت بدلًا من أن تختفي تمامًا، وقال إن سفينة الأبحاث تحطمت بسبب بركان تحت سطح البحر في سبتمبر 1952، وقد انتشل اليابانيون بقايا الحطام قبل بضع سنوات مما زاد من رفض ادعاءات تشارلز.


قد خضع هذا المثلث للعديد من النظريات والافتراضات، ولكن على الرغم من الأدلة العلمية والهالة الأسطورية المحيطة بالساحة المحيطة، فإن استمرار وجودها الغامض هو شهادة على أن بعض الظواهر في العالم بعيدة كل البعد عن سيطرة البشر.


يعتقد البعض أن الكوارث ترجع إلى قوى خارج الأرض أو خوارق نشطة فوق وتحت الأمواج، والبعض الآخر مقتنع بأن السبب هو الظواهر الطبيعية التي تضرب دون سابق إنذار.

تعليقات