كتبت: فرح جلول
![]() |
حفل زفاف |
بعدما أصدرت الوزارة الأولى في الجزائر بتاريخ الخامس و العشرين من شهر يوليو الماضي قرار غلق الشواطئ بعشر ولايات، وفرض حجر منزلي جزئي قابل للتجديد على خمس و ثلاثثين ولاية من الثامنة مساءًا إلى غاية السادسة من صباح اليوم التالي، بالإضافة إلى تجميد جميع النشاطات الثقافية و الرياضية على المستوى الوطني ومنع حفلات التخرج، الختان و الزفاف.
وسط هذه القرارات وجد الجزائريون أنفسهم أمام خيارين اثنين: إما انتظار تحسن الوضعية الوبائية و من ثم إقامة حفلات الزفاف بجميع مراسيمها المعتادة باعتبارها حسبهم "ليلة العمر" وبالتالي تستحق أن تقام في أحسن الظروف و في أجواء بهيجة.
أما الخيار الثاني فهو الرضوخ للأمر الواقع و إحياء حفل بسيط يقتصر على وجبة غداء للمقربين فقط، مستغنين بذلك عن جل العادات و التقاليد المعروفة في الجزائر في مثل هذه المناسبات.
قد بات الخيار الثاني الأكثر اتخاذًا لدى الشباب المقبل على الزواج كونه يُمثل "في رأيهم" الحل الأمثل باعتبار قرار فك الحجر الصحي و إعادة فتح قاعات الافراح بات أمرًا مجهولًا إن لم نقل بعيد الأمد وسط الإحصائيات المرعبة لفيروس كورونا، ليس هذا فحسب و إنما أصبح هذا الخيار يُمثل سترة الإنقاذ للعروسين للنجاة من محيط المصاريف الباهظة التي تُصرف على الحفل من ألبسة وحلويات و ولائم الطعام وغيرها بل و على العكس يرون في توفير هذه المبالغ فرصة ذهبية لاقتناء سيارة أو السفر .
كما أيّد بعضهم هذه الفكرة مبررين ذلك بتفادي حالات السحر و الشعوذة التي غزت المجتمعات الجزائرية و العربية بشكل عام أثناء هذه المناسبات، ليتحول هذا الخيار إلى فرصة استغلتها بعض الفرق الجمعوية من أجل شن مبادرات و حملات تهدف للتقليل من المهور و الاستغناء عن العادات المكلفة في حفلات الزفاف التي أصبحت تُشكل عائقا كبيرًا أمام الشباب الراغب في الزواج، بل و عاملًا رئيسيًا في تفشي الظواهر غير الأخلاقية في المجتمع.
رغم قساوة الظروف إلا أنها قد تمثل أحيانا البوابة الكبرى للخروج من مآزق عديدة و قد تكون كفيلة لتسليط الضوء على اختلالات اجتماعية كان من المفروض تجاوزها منذ زمن