القائمة الرئيسية

الصفحات

مطلوب أب

 كتب: إسلام شرقاوي

مطلوب أب

ربما تعتقد أنه إعلان لإحدى السيدات الباحثات عن الزواج، ولكنه في الحقيقة هو طلب جماعي انتشر بكثرة في الآونة الأخيرة في مجتمعنا الذي يعاني من تراجع قيَمي وأخلاقي بشكل كبير، وبناء على هذا التراجع فقد الأب دوره التربوي، وتحول إلى ضيف حضوره مؤقت في حياتنا، وربما أصبح عبارة عن ممول لمرحلة ما في حياتنا، مع الأسف، بعد انتهاء هذه المرحلة تنتهي رحلة الأب في حياتنا بشكل شبه تام.


وقبل أن نخوض في التفاصيل دعني أطرح عليك سؤال, لماذا وصلنا إلى هذه الحالة من السوء؟


والإجابة ببساطة هو أننا تجردنا من العادات والتقاليد وغيرنا مفاهيم الحياة وقلبنا الموازين فانقلبت علينا الدنيا وارهقتنا بمشاكلها المختلفة فأصبحنا تائهين بلا هدف، ضائعين بلا سبب، أصبحنا كالقطيع الذي ضل راعيه فتناثر مثل حبات الرمل فتكالب عليه الذئاب وأصبحوا ينهشون أفراده كلً على حِده.


 هذا بالضبط ما يحدث معنا الآن، لقد تكالبت الدنيا علينا وانفردت بقلوبنا في طريق مظلم ونهشت فيها بدون رحمة، وكل هذا يرجع إلى الأب، وربما تتعجب وتقول (وهو ماله يعم هو أي خناقة وخلاص).


ولكن قبل أن تقول هذه الجملة دعني أوضح لك لماذا الأب هو محور حديثنا.


الأب ببساطة هو العمود الفقري الذي يشتد به عضدنا، فلو تهاون هذا العمود يسقط الجسد بأكمله، إن البداية دائمًا من الأب مثلما كانت البداية عند سيدنا آدم عليه السلام.


وأخيرًا أعيدوا لنا الأب في ثوب الأبوة وانزعوا عنه عباءة المال فوالله بالله إن حاجتنا إلى عطفه واحتوائه أكثر بكثير من حاجتنا إلى ماله، لأن المال زائل، مهما كثر، والمشاعر باقيه مهما قلّت.

تعليقات