القائمة الرئيسية

الصفحات

حياة الأقزام في مصر القديمة ... كيف كانت؟

بقلم: شيماء رشدي 

حياة الأقزام في مصر القديمة ... كيف كانت؟
المعبود (بس)

لقد تميّزت الحضارة المصرية القديمة بتنوّع هائل في طبقات المجتمع، وكان لكل فرد من أفرادها دور معين، وبالطبع كان للأقزام دور في ذلك المجتمع، وكذلك هؤلاء الذين عانوا من تشوّهات خلقية مثل الحدب والعرج، وبالتالي نلاحظ أن المجتمع المصري يتعامل منذ قديم الأزل مع البشر جميعهم بنظرة تحتوي على عدلٍ ورحمةٍ. والتمييز بين الأقزام كان وفقًا لنوع الانشطة التي يقومون بها.


يجب التمييز بين نوعين من الأقزام عاشوا في مصر القديمة


النوع الأول: هم الأقزام المصريّون، وكانوا يشغلون وظائف عدّة في البلاط الملكي، والعديد منهم شغل مناصب كبيرة وامتلكوا ثروات، وأسّسوا أسرة كبيرة مثل القزم (سنب) الذي نعرف -من خلال مقبرته في الجيزة- ألقابه، وأنه شغل أثناء حياته وظائف مهمة؛ فقد كان مشرف النسيج في القصر الملكي، والمشرف على الأقزام في القصر، وكذلك المشرف على طاقم القوارب خلال الاحتفالات. أيضًا، شارك (سنب) في مراسم تشييع جنازة الملك خوفو.


 كذلك برع الأقزام في صناعة الحُلي بسبب حجم أناملهم الصغيرة التي تساعد في تشكيل قطع الحُلي. ومن أجمل النماذج الفنية التي تمثّله مع أسرته، هو التمثال المحفوظ بالمتحف المصري الذي يُظهر الحب والترابط الأسري بين (سنب) وزوجته وأولادهم. 


النوع الثاني: هم الأقزام الأفارقة، وقد أحضرهم المصري القديم خلال الرحلات التجارية والاستكشافية. وكانوا يقومون بالرقص لإدخال البهجة والسرور، ولدينا من الأسرة السادسة واحدة من أطرف القصص، حيث يذكر المستكشف (حرخوف) أنه خلال رحلته الاستكشافية الرابعة إلى الجنوب قام بإحضار قزم، وكان الملك (بيبي الأول) متحمسًا للدرجة التي دعت إلى إرسال خطاب يأمر فيه (حرخوف) بالعودة على الفور مع القزم الذي جلبه حيًّا وسالمًا، كي يجلب السرور على قلب الملك.


وبالتالي، فقد نال العديد من الأقزام مكانة مهمة في مصر القديمة، وخاصةً في عصر الدولة القديمة الذي يمتد حتى الأسرة الثامنة، وكانت لديهم أماكن دفن فخمة بالقرب من الأهرامات.


وتشير مقابرهم ونقوشهم والألقاب العديدة التي حصلوا عليها إلى مكانتهم الرفيعة في المجتمع، وعلاقتهم الوثيقة بالملوك.


كما كان يُنظر إليهم على أنهم أشخاص ذوو هبات سماوية، وهناك معبود تم تصويره على هيئة قزم، وهو المعبود (بس)، ويبدو بمظهر وطبيعة لطيفة، وقد كان معبود المرح والموسيقى. 


وكان يقوم بدورٍ لطيف في الحياة اليومية ويضيف لها البهجة. كما كان حامي الأمهات والأطفال والأسرة، وكذلك يجلب الحظ والرفاهية.


تدقيق: شيماء عبد الشافي

تعليقات