القائمة الرئيسية

الصفحات

عيد وفاء النيل عند المصريين القدماء

كتبت: شيماء رشدي

عيد وفاء النيل عند المصريين القدماء

يصادف الخامس عشر من أغسطس، كل عام، في مصر، إحدى الأعياد الغير رسمية، وهو عيد وفاء النيل. والذي يرجع في الأصل إلى عصر المصريين القدماء وكان يطلق عليه "عيد الفيضان". 


النيل هو شريان الحياة في مصر، وأصل الخير وخصوبة الأرض، وبداية لحضارة عريقة قامت على ضفافه وبفضله. وبالتالي لم يبالغ المؤرخ اليوناني "هيرودوت" في وصفه بأن " مصر هبة النيل" وذلك لأن فيضان النيل سمح كل عام لمصر بالازدهار. 


وكان يُعتقد بأن معبود النيل "حابي" كان يعيش في كهوف الشلال في الجنوب ويشرف على الارتفاع السنوي للنهر. وكان الري هو الوسيلة الوحيدة لسقي المحاصيل في الصحراء الجافة ومُهم جدًا للمصريين لدرجة أنهم نحتوا "مقاييس النيل" على الصخور على طول ضفة النهر لقياس ارتفاع الفيضان السنوي


كذلك خُصصت شعائر دينية من أجل ضمان صعود مستوى النهر، ولكن لا تتضمن أي من هذه الشعائر إلقاء فتاة حية في النيل وتقديمها كقربان بشري، كما يُشاع ولا توجد أي أدلة تاريخية أو أثرية حول ذلك، بل وعلى مر التاريخ المصري، لم يقم المصريين بتقديم أي أضحية بشرية في أي مناسبة. 


يبلغ طول نهر النيل أكثر من 6700 كيلومتر، وهو أطول نهر في العالم. ولنهر النيلِ رافدانِ رئيسيان هما النيل الأبيض، والنيل الأزرق. وكانت مياه النهر دائمًا حيوية وأدى الغمر السنوي لنهر النيل إلى انتشار الطين الخصب على الضفاف، مما جعل الزراعة ممكنة وأرض مصر خصبة ومثمرة. 


أهمية فيضان النيل عند المصريين القدماء


عندما يمتلئ النهر بالمياه الكافية يحدث الفيضان كل عام نتيجة لهطول الأمطار على الجنوب. وإذا لم يحدث الفيضان، تبدأ سنة من الجفاف، وقد يمتد هذا الجفاف لسنوات. وبالتالي عدم التمكن من الزراعة، وحدثت العديد من المجاعات وانهيارات خلال تاريخ مصر القديمة نتيجة لذلك. 


حيث تخبرنا لوحة "المجاعة" عن سبع سنوات من المجاعة والجفاف مرت خلالها مصر خلال حكم الملك "زوسر" مؤسس الاسرة الثالثة، وصاحب الهرم المدرج في سقارة.


 تصف اللوحة أن الفيضان لم يحدث لمدة سبع سنوات ومحاولة الملك استرضاء المعبود "خنوم"، المسؤول عن الفيضان. 


وبالرغم من أن هدف القصة كان لإعطاء سلطة وثروات لكهنة المعبود، ولكن الأمر المؤكد هو حدوث مجاعة استمرت فترة طويلة جدًا نتيجة عدم حدوث فيضان.


وقد اعتقد المصريون القدماء أن سبب فيضان النيل هو دموع المعبودة "إيزيس" على زوجها "أوزيريس".  


كما ارتبط النيل بالعديد من المعبودات الأخرى منهم:


- حابي: معبود النيل الذي كان يصور عادة على أنه رجل سمين مع ثديين متدليين، وهي علامة على الوفرة والخصوبة. عادة ما يكون على رأسه عدد من النباتات المائية، وأحيانًا يتم رسم جسده باللون الأزرق وفي بعض الأحيان يصور خطوط تمثل المياه. وكانت أهم مناطق عبادته في أسوان وسلسلة بالقرب من الشلال الأول.


 - أوزوريس: كان يُنظر إليه أيضًا على أنه سيد الفيضان ومياه النيل.


- سوبك: المعبود التمساح، الذي كانت منطقته مياه النيل وكان يعبد كجالب للفيضان.


في عام 1968، تم الانتهاء من إنشاء السد العالي للتحكم في تدفق مياه الفيضان والتخفيف من الآثار الناتجة عنه والتي كانت مدمرة في الكثير من الأحيان رغم فائدتها. وأيضًا الاستفادة منها لتوليد الكهرباء..

تعليقات