القائمة الرئيسية

الصفحات

علامات السلوك الإدماني وملاحظته على الطفل

كتبت: ناني جلال

علامات السلوك الإدماني وملاحظته على الطفل

مرضٌ يهاجمُ الكثيرَ مِنَ البيوتِ فِي مِصرَ، ويتفاقمُ مَعَ هَذَا المرضِ مجموعةٌ مِنَ الأمراضِ النفسيةِ والتشوهاتِ الاجتماعيةِ، نتيجةً لفردٍ واحدٍ فقطْ تُدَمر عائلةٌ بأكملِهَا وكيانٌ كاملٌ، بالطبعِ مِنَ الكلامِ السابقِ، عرفنَا جميعًا مَا هِيَ هذهِ الآفةُ الَّتِي تسببتْ فِي تدميرِ الكثيرِ مِنَ البيوتِ، إنَّهَا الإدمانُ.


إنَّ الإدمانَ كفكرةٍ موجودة منذُ العصورِ القديمةِ، ويبقَى الاتجاهُ لفعلِهِ منبوذًا، سواءً علَى صعيدِ المنازلَ أو الطبيعةِ البشريةِ، ولكنْ هلْ يُمكن أنْ نشعرَ متَى يمكنُ أنْ يكونَ مَنْ أمامنَا مدمنًا، أو مَا هِيَ العلاماتُ الَّتِي يجبُ عندهَا توخِّي الحذرَ مِنْ أنَّنِي قَدْ أُرَبِّي مدمنًا فِي منزلِي؟


مَا يأتِي أولًا هو التربيةُ والعائلةُ والدينُ، جميعنَا تكلمنَا في هذه الأمور كثيرًا جدًّا، لكنِ المشكلةَ أنَّنَا نبتعدُ كثيرًا جدًّا عنِ العلاجِ النفسِي، جميعنَا نذهبُ بأولادِنَا مثلًا لطبيبِ الباطنةِ أو طبيبِ الأطفالِ، لَا نفكرُ أبدًا أنَّ ذاكَ الطفلَ الأنانِي العدوانِي، الطفلَ الَّذِي يعانِي مِنْ مشكلةٍ نفسيةٍ فِي حاجةٍ إلَى تلقِّي الرعايةِ النفسيّةِ المناسبةِ، دائمًا ما نعولُ علَى أنَّهُ سيتعقّل عندمَا يَكبُرُ، لكنَّهُ عندمَا يَكبُرُ سيصلُ لآفةٍ أكبرَ ومرضٍ أكثرَ؛ لأنَّ الإدمانَ هُوَ بؤرةٌ سرطانيةٌ، هذهِ البؤرةُ السرطانيةُ ينتجُ عنهَا الكثيرُ مِنَ الأمورِ فِي المجتمعِ، مِثْلَ تشوّهِ الأسرةِ بالكاملِ، فالمدمنُ لَا يؤثّرُ علَى نفسهِ فقطْ، بَلْ علَى جميعِ مَنْ حولِهِ، كمَا أنَّ المدمنَ لا يُخلَقُ مدمنًا، بلْ نحنُ مَنْ نذهبُ إلَى الإدمانِ بأنفسِنَا، وبالعودةِ إلَى سؤالِنَا، مَا هِيَ أجراسُ الإنذارِ الَّتِي تخبرنِي بحاجةِ أحدِ الأطفالِ فِي المنزلِ إلَى تقويمٍ؟


أجراس إنذار تُخبر بأن الطفل مقبل على الإدمان


- الطفلُ المُحِبُّ للفتِ النظرِ بشكلٍ شديدٍ للغايةِ هُوَ جرسُ إنذارٍ.


- الطفلُ المنطوِي بشكلٍ زائدٍ عَنِ اللازمِ.


- الطفلُ الَّذِي يستخدمُ الكلامَ المعسولَ للحصولِ علَى مبتغاهُ.


علَى الآباءِ والأمهاتِ إبقاءُ أعينِهِمْ مفتوحةً علَى هذِهِ الأمورِ؛ لأنَّ مَا هِي إلَّا إشاراتٌ لمدمنٍ فِي المستقبلِ، فكمَا أَهتَمُّ بطفلِي مِنْ مأكلِهِ ومشربِهِ وفيتاميناتِهِ عَلَيَّ الانتباهُ أيضًا إلَى صحتهِ النفسيةِ.


كُلُّنَا نعلمُ اليومَ أضرارَ الإدمانِ، ولكنَّنَا لا ندركُ أضرارَ تشوّهِ الصحّةِ النفسيّةِ، فالصحةُ النفسيةُ قَدْ تبدأُ مِنْ مرحلةِ الجنينِ، أو مِنْ أوّلِ يومٍ للطّفلِ فِي عمرِهِ، وتبقَى المشكلةُ أنَّنَا ننظرُ للجانبِ المادِّي ونهملُ الجانبَ المعنويَّ، مَعَ أنَّ الجانبَ المعنويَّ فِي علمِ النفسِ عليهِ شديدُ الأثَرِ فِي تكوينِ شخصيةِ أيّ كائنٍ حيٍّ، ليسَ فقطْ الإنسانُ، وتبقَى المشكلةُ الكبيرةُ أنَّنَا نتعاملُ مَعَ بشرٍ.


انظر إلى أي منزلٍ، وسترَى أنَّكَ لَابُدَّ أنْ تجدَ فِي هذَا المنزلِ واحدًا أو اثنين من المدمنينَ، ليسَ شرطًا إدمانُ المخدراتِ، فمِنَ الممكنِ أنْ يكونَ الإدمانُ سلوكيًّا كالعدوانيةِ. 


الإدمانُ له بالغُ الأثَرِ علَى المجتمعِ -كمَا أكَّدنَا- وعلينَا معرفةُ الخطِّ الأولِ المؤدِّي بالإنسانِ إلَى الإدمانِ.

تعليقات