مفاهيم خاطئة في المجتمع

كتبت: مريم هيثم

العصر الحالي هو عصر التطور الفكري والتقدم الهائل في كل مجالات الحياة، لذلك من المهم أن نتخلى عن المفاهيم والمعتقدات القديمة العقيمة التي لم تَعُد تتلائم مع الجيل الحالي، لكن يجب أن ننتبه إلى ألا نتمرد على أصولنا أو مبادئنا لمجرد أنها قديمة أو مر عليها زمن طويل، فهي لا تقل أهميتها أبدًا لأنها تعبر عن تربيتنا، نحن فقط نغير المفاهيم المغلوطة. 

1- المركز الاجتماعي أهم شيء وأول ما يُنظَر له فالشخص 

- هذا المبدأ / المفهوم خاطئ تمامًا، نعلم أنه مهم ويجب أن يتوافر التوافق بين الناس الذين نعاشرهم ونتعامل معهم، لكن البعض كما يُقال، يَغُض بصره عن أي عيب آخر في الشخص في مقابل الحصول على وضع أفضل ومكانة متميزة عن طريق الارتباط بأصحاب النفوذ بغض النظر عن كيفية وصولهم لهذه المكانة ومن أين أتت، هم فقط يسلطون اهتمامهم على المصالح المشتركة. 

2- الرجل لا يبكي 

- المجتمع الشرقي في العموم يميل للذكور ويسلِط الضوء على مسؤوليته وأهمية وجوده وشجاعته .. إلخ، لكن مَن الذي قرر أن الرجل يتجرد من المشاعر لأنه هو الأقوى، المُتَحمّل أكثر من غيره، لماذا نربي أبناءنا على الشِدة من صغرهم ؤان لا يُظهِروا أوقات ضعفهم واحتياجهم لتفريغ حزنهم من موقف ما عن طريق البكاء؟!، بل أحيانًا يظن أنه لو بكى فهذا دليل على ضعفه أو لو رأى أمه، أخته، زوجته تبكي بسبب شيء في نظره صغير يبدأ باللوم بوصفها أنها كئيبة، حساسة أكثر من اللازم أو يقول جُمل مثل ما هذه التفاهة، هذا أمر لا يستحق، الرجل إنسان من حقه التعبير عن مشاعره بأي طريقة وبكاءه ليس أبدًا دليل على ضعفه، تلك النظرة السطحية غير سليمة. 

3- الشخص غير المتعلم غير مؤهل لأي شيء

- جميعنا ندرك أهمية التعليم، خاصة في الوقت الحالي والكثير مِنّا يجهل أشياء مثلا خاصة بالتكنولوچيا والبرمجة التي يقال أنها لغة العصر وكل التخصصات الحديثة، لكن هذا لا يعني أن من لا يعلم هذه الأشياء غير مؤهل لغيرها ولا يستطيع التعلُم. 

من ناحية أخرى، جميعنا أيضًا نعلم أن أجدادنا معظمهم غير متعلمين ولكن هم أول من ربوا آباءنا على تحمُل المسؤولية والأصول وعدم التدخل في شؤون الآخرين وثقافة الاعتذار عند الخطأ وعدم إزعاج الغير باتصالات في أوقات غير مناسبة والاستئذان عند طلب شيء واختيار أوقات الزيارة والوقوف للكبير عند قدومه، والكثير من الآداب التي يفتقدها الجيل الحالي، لا تحكموا على الناس من شهاداتهم فقط. 

4- المرأة ناقصة عقل 

- معروف أن (المرأة / السيدات ناقصات عقل ودين) ونعلم لماذا، فهذا شيء فطري فيها وهو السبب في وجودنا جميعًا، ولكن نلقي النظرة الأهم على الجزء الأول وهي (ناقصة عقل) المُراد توضيحه أن المرأة تفكر بقلبها ويغلب عليها الطابع العاطفي أكثر من العقلاني، لأنها هي الطرف الأكثر تضحية وعطاء لأبيها وأمها أولًا ثم لزوجها وأبناءها فيما بعد. 

المؤكد أنها عند لحظات الغضب تكون كالبركان ولكنها أيضًا تهدأ وتسامح بكلمة طيبة حنونة، فماذا لو كانت دائمًا تغلب عليها العقلانية ولا تتنازل؟!. بالطبع سيفكر الرجل أنها قاسية ولا تنسي. كون المرأة عاطفية أساسًا في مصلحة الرجل وإلا ستكون الحياة عبارة عن معارك لا تنتهي. لا تستخدموا هذه الجملة كإهانة لها لأنها واقع غير سلبي تمامًا، بل البعض يفهمها ويُحَرّفها حسب تفكيره الشخصي الخاطئ. 

5- الغموض يجعل الجميع يهابُك

- هناك أشخاص يعتقدون أن عدم الوضوح طريقة لجذب الانتباه وإعطاء كاريزما قوية، بل وأيضًا اتخاذ طرق ملتوية لتحقيق أغراض شخصية.

في المُجمَل الغموض ليس وسيلة أبدًا لتخويف وتهديد الطرف الآخر، بل بسببه تُدَمَر العلاقات وبشكل تدريجي لأنه يسبب حالة من عدم الفهم وعدم الشعور بالأمان. 

الخطط والغياب وعدم الوضوح لا يسببون إلا شروخ لا تلتئم ثم رغبة في التخلص من علاقة وشعور مؤذي بلا ندم وبلا رجعة.

هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة في المجتمع ونستمر في تطبيقها حتى الوقت الحالي، فقط لأنها لا تُناقَش وأيضًا بسبب رفض الناس تعديلها على الرغم من أن لها عواقب كثيرة؛ إلا أن منها ما يناسب أفكارهم ويحقق مصلحتهم. لكن يجب أن ننتبه لكل ما يحيط بنا ونأخد منه فقط ما يجعل الحياة أفضل.