بقلم: مروة جاد الكريم قاسم
تعتبر الإعاقة العقلية من أهم القضايا المجتمعية في حياتنا الحالية، وقد أصبحت محل اهتمامات المجتمعات المختلفة، فالإعاقة لا تشكل عبء على الشخص المُعاق وأسرته فقط، بل تمتمد آثارها لتشمل كافة المجتمع، ومن هنا تبدأ بعض التساؤلات:
ما هي الاعاقة؟
ما هي أسباب الإعاقة؟
ما هي خصائص الإعاقة؟
كيفية تشخيص الإعاقة؟
كيفية الوقاية من الإعاقة؟
أهم طرق علاج الإعاقة العقلية؟
الإعاقة بشكل عام: هي عبارة عن فقدان أو تقصير جزء من أجزاء الجسم أو عضو من أعضاء الجسم بشكل دائم أو مؤقت، بشكل كلي أو جزئي، وذلك يكون من خلال حدوث خلل في ما قبل الولادة أو أثناء الولادة أو ما بعد الولادة، يؤدي إلى عدم ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
الإعاقة العقلية: هي عبارة عن عدم اكتمال النمو العقلي لدى الفرد وقد يؤثر بشكل سلبي في جميع النواحي ويؤدي إلى سوء التكيّف الاجتماعي سواء مع الأفراد أو البيئة المحيطة بشكل عام.
يُطلق على الإعاقة العقلية بعض المسميات، ومن أهم هذه المسميات هي: التربية الخاصة - التربية الفكرية - الضعف العقلي.
أهم أسباب حدوث الإعاقة العقلية
أولًا: أسباب ما قبل الولادة: مثل عوامل جينية ووراثية مثل زواج الأقارب، وجود خلل في العامل الرايزيسي RH (هو عدم توافق بين دم ودم الجنين)، اضطرابات التمثيل الغذائي، إصابة الأم ببعض الأمراض مثل الحصبة الألمانية والزهري، ضغط الدم، مرض التوكسوبلازما، تناول الأم لعقاقير دون الرجوع إلى طبيب متخصص، تعرض الأم لأشعة X_Ray، تناول المخدرات والكحوليات، خلل في كرموسومات وقد يؤدي ذلك إلى حدوث DOW.
ثانيًا: أسباب أثناء الولادة: الولادة المتعسرة والمُبكرة، إصابة جمجمة الطفل أثناء الولادة، حالات النزيف قبل وأثناء الولادة وعدم اكتمال المشيمة، التفاف الحبل السري حول عنق الجنين يؤدي إلى قلة وصول الأكسجين إلى مخ الجنين وتلف أجزاء كثيرة منه، إصابة الطفل باليرقان الشديد في الساعات الأولى من الولادة.
ثالثًا: أسباب ما بعد الولادة: ارتفاع شديد في درجة حرارة الطفل وعدم العلاج في الوقت المناسب، سوء التغذية لدى الطفل خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل، تعرُّض مخ الطفل لصدمات وكدمات، حالات تسمم الطفل مثل (الرصاص - المطاط - أول أكسيد الكربون)، إصابة الطفل بالتهاب السحايا، الحمى الشوكية، الجدرى، اضطراب الغدد، الحصبة، السعال الديكي، الدفتريا.
مشاكل المعاقين عقليًا
المشاكل الجسمية: أصغر حجمًا، أقصر طولًا، يوجد تشوّهات جسمية واضحة، عدم وجود توازن حركي، وهُم أكثر عرضة لحدوث بعض الأمراض وبشكل خاص المشاكل الفمّية والسمعية والعصبية والجلدية.
المشاكل العقلية: تأخر في النمو، سرعة التشتت، قلة الانتباه، ضعف الذاكرة، صعوبة التركيز والتذكُر وتدني القدرات العقلية.
المشكلات الدراسية: هناك تأخر في التحصيل الدراسي والأكاديمي لدى المعاقين عقليًا.
مشاكل لغوية: اضطراب في اللغة، تأخر في الكلام.
المشاكل النفسية: عدم الاستقرار، عدم تحمل الضغوط والأعباء، فقدان التوازن والاتزان الانفعالي، الشعور بالخوف والقلق والتوتر، الإصابة بالاكتئاب، عدم المثابرة، ضعف الواقعية.
المشاكل الاجتماعية: عدم القدرة على الاندماج والاختلاط والارتباط والتكيّف والمشاركة والتواصل مع الأقران والأشخاص في المجتمع أو البيئة المحيطة بشكل عام.
كيف يتم تشخيص الإعاقة العقلية
وهذا يتم من خلال فريق كامل من الأطباء سواء النفسي أو العصبي أو التربوي.
أولًا: التشخيص الطبي: طبيب مخ وأعصاب أطفال وطبيب علم الوراثة، حيث يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتحاليل المطلوبة للتشخيص الطبي للإعاقة العقلية.
ثانيًا: التشخيص السيكومتري: يتم تطبيقه من خلال أخصائي النفسي، حيث يتم تطبيق بعض المقاييس والاختبارات المناسبة لتحديد مستوى ونسبة الذكاء عند الطفل، ومن أهم هذه الاختبارات (ستانفورد بينيو الصورة الخامسة - اختباروكسلر).
ثالثًا: التشخيص الاجتماعي: مثل تطبيق مقياس السلوك التكيفي، مقياس النضج الاجتماعي، ويكون من خلال الأخصائي الاجتماعي.
رابعًا: التشخيص التربوي: من خلال التقييمات اللغوية مثل اختبار نهلة الرفاعي، اختبار داليا مصطفى أو أبو حسيبة، من خلال أخصائي تخاطب.
يمكن اتباع بعض الإرشادات الهامة للوقاية من الإعاقة العقلية، وأهمها:
إجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل الزواج وبشكل خاص في حالة وجود إعاقة وراثية في التاريخ المرضي للعائلة.
الحرص على إعطاء الطفل كافة التطعيمات اللازمة في الوقت المناسب.
اهتمام الأم بالتغذية الجيدة أثناء فترة الحمل.
عدم تناول المخدرات أو الكحوليات للأم خلال فترة الحمل.
عدم تناول الأدوية والعقاقير بدون الرجوع إلى طبيب متخصص.
الاهتمام بالطفل في المرحلة الأولى من عمره.
حماية الطفل من أخطار الصدمات والحوادث والتسمم.
يجب أن يكون الحمل على فترات متباعدة.
ابتعاد الأم عن تناول اللحوم الغير مطهية.
الابتعاد بقدر الإمكان عن زواج الأقارب.
توفير الجو النفسي والاجتماعي والثقافي المناسب للطفل.
علاج الإعاقة العقلية
من الصعب علاج الإعاقة العقلية، حيث أنها إعاقة غير قابلة للشفاء، ولكن يمكن تأهيل ومساعدة الطفل على التحسن والتكيّف مع الإعاقة.
العلاج الطبي المبكر حسب الحالة.
التعرف على نقاط القوة وتنميتها وتعزيزها والتعرف على نقاط الضعف ومحاولة تقليلها.
استغلال ما لديه من إمكانيات وقدرات وطاقات للاستغلال الأمثل.
تصحيح السلوك الخاطئ أولًا بأول.
الإعداد المهني المناسب من خلال تعلم مهنة أو حرفة او أشغال يدوية مناسبة مع المعاقين عقليًا.
الحماية من الأخطار.
الحماية من الاستغلال من الآخرين وتوفير الأمان والأمن والهدوء والاستقرار.
توجيه وإرشاد الوالدين في طريق التعامل مع الابن المعاق.
إعطاء المعاق حقه في جميع النواحي.
تنمية المهارات الحسية والحركية والمعرفية.
تنمية المهارات اللغوية.
تعلم المهارات الحياتية الأساسية ليعتمد المعاق على نفسه ويخفف العبء على الآخرين.
تنمية الجانب الأخلاقي وتزويده بالقيم الدينية والاجتماعية.
التدريب على مهارات العناية بالذات والسلامة والعادات الصحية السليمة.
وبذلك فقد تمت الإجابة على جميع التساؤلات المطروحة.