كتبت: آلاء محمود
واحدة من أكثر الجُزر المرعبة في العالم وبالتحديد في إيطاليا، جزيرة [بوفيليا] التي تقع مقابل ساحل مدينة البندقية، الجزيرة التي عُرف عنها أنها مسكونة وملعونة إلى حد إرسال المرضى العقليين وضحايا الطاعون إليها قديمًا.
تبلغ مساحة هذه الجزيرة نحو (18 فدان)، هذه المساحة الكبيرة تحتوي على الجُثث البشرية التي تحولت إلى عِظام وهياكل فيما بعد.
جزيرة بوفيليا اكتسبت سمعة مُخيفة وذلك لماضيها القديم المروّع الذي بدأ فيه انتشار "الموت الأسود" أو ما عُرف بمرض 'الطاعون' والذي انتشر بسرعة كبيرة في دول أوروبا على مدار 7 سنوات في الفترة من (1353 - 1364) ما أسفر عن وفاة 50 مليون شخص، أي ما يُقارب نصف سكان أوروبا.
البابا جوريجوري التاسع، أصدر قانون بإعدام القِطط في وقتها لاعتقاده بأن الشيطان مخلوق نصفه من القِطط، حتى انتشرت الجرذان بشكل واسع وانتشرت في السفن المتجهة نحو البندقية وكان بعضها مصابًا بالطاعون، الذي انتشر في فترة سريعة وبشكل مخيف.
جزيرة بوفيليا لم يكن فيها الطاعون فقط، بل كانت ملجأ للبرابرة الهاربين الذين شقّوا طريقهم عبر البر الرأسي، فكانت مُزدحمة بالسكان منذ عام (421 ميلادية).
كانت هذه الجزيرة هادئة جدًا قبل أن تتعرض للغزو وهذا ما أثبتته جُدران القلعة المتشابهة، حتى تحولت لمكان مُدمر بالكامل غير صالح للعيش الآدمي، فأصبحت أرضها نفايات للمرضى والمنفيين والمختلين عقليًا.
في القرن 14 حينما ضرب الطاعون أراضي أوروبا، لم يكن الناس على دِراية بمزايا وعيوب علم الأوبئة، ولكنهم كانوا يدركون أن فصل الأصحاء عن المصابيين أمر جيد، السلطات الأوربية وقتها أعلنت أن جزيرة بوليفيا و لازاريتو هما المكانان المناسبان للحجر الصحي للطاعون، حتى امتلئت هاتان الجزيرتان بالمرضى الذين فارقوا الحياة هناك.
قضىٰ المرضى حياتهم الأخيرة في عذاب دون رعاية أو أي علاج يريحهم من هذا الطاعون، أقاموا فترة طويلة في تلك الجزيرة إلى أن شحنتهم السلطات في محارق عملاقة وبداخلها لقوا حتفهم، أشارت التقديرات إلى أن حوالي (160.000) شخص ماتوا في بوليلفيا ما يعادل 500 في اليوم، فأصبح الرماد البشري بنسبة 50% من تربة الأرض.
كانت جزيرة بوليفيا وجهة الملعونين، لم تنتهي إلى هذا الحد، فبعد مئات السنين استُخدِمت لتخزين الأسلحة، كما اندلعت المعارك على أرضها.
تاريخ هذه الجزيرة مليء بالرعب، ففي أواخر القرن الـ19 بُنيت على أرضها مصحة وكانت بمثابة وكر للمنفيين الذين اعتبروا مرضى نفسيين، حيث قال المرضى والموظفون أنهم سمعوا صرخات الموتى ورأوا أشباحًا بداخلها.
في منتصف القرن الماضي، تم تحويل المصحة إلى دار رعاية للمسنين، ولكن لم يحدث أي تغيير وأغلق هذا المرفق عام 1975 وبعدها حاولت أطقم البناء استعادة هذا المكان ولكنها أيضًا استسلمت وفرت بعيدًا، وأصبح الاعتقاد السائد عن هذه الجزيرة أنها ملعونة ويجب تجنبها أيًا كان الثمن.
على الرغم من التاريخ المُرعب الذي ارتبط بهذه الجزيرة، إلا أنه في عام 2014 استأجر هذه الجزيرة رجل أعمال إيطالي مقابل 704000 دولار بعقد يمتد ل 99 عامًا، حيث تعهد على وضع خطة لإصلاح الجزيرة وجعلها صالحة للاستخدام العام مرة أخرى.