القائمة الرئيسية

الصفحات

حجة الوداع

 كتبت: أسماء خالد

حجة الوداع

حجها النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين في السنة العاشرة من الهجرة، بعد فتحه مكة المكرمة، في 20 من رمضان في السنة الثامنة للهجرة، وقد توفيّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد هذه الحجة بثلاثة أشهر، فكانت أول وآخر حجة للرسول (صلى الله عليه وسلم)؛ لهذا سُميت بحجة الوداع


خطبة الوداع ألقاها الرسول يوم عرفة من على جبل الرحمة، فلما دخل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذو القعدة تجهز وخرج للحج وأمر الناس بالجهاز له، وذهب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الحج لخمسِ ليالٍ بقينَ من ذي القعدة، ثم ذهب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الحج، فعلَّم الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم، وخطب للناس خطبته التي بين فيها ما بيَّن، فحمد الله ثم قال: 


(أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا، وأنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت. 


فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وأن كل ربا موضوع أسقطه عنه ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون قضى الله أنه لا ربا، وأن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وأن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعه بن الحارث بن عبد المطلب وكان مسترضعًا في بني ليث فقتله هذيل فهو أول ما بدأ به من دماء الجاهلية. 


أما بعد أيها الناس، فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبَد بأرضكم هذا أبدًا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم. 


أيها الناس، إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله، فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرم، ثلاث متوالية ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان. 


أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقًا، ولهن عليكم حق، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينه فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وأنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله.


فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلَّغت وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا، أمرًا بينا، كتاب الله وسنة نبيه، أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمون أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيبِ نفسٍ منه، فلا تظلمن انفسكم. فلا ترجعن بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.


أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم، وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى –ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد


قالوا: نعم 


قال: فليبلغ الشاهد الغائب.


أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارثٍ نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من أدعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل...والسلام عليكم).

تعليقات