كتبت: ابتسام جابر رمضان
ماذا لو جلست بالقرب من مسطح مائي ليلًا في أستراليا؟... هنا تبدأ القصة في مواجهة مخلوق غريب، ليس غريبًا فقط، ولكنه مخيف، مرعب وقوي، ينقض على فريسته ويهرب مسرعًا، هذه هي أسطورتنا.
يعتبر مخلوق البونييب جزءًا من معتقدات وقصص السكان الأصليين التقليدية في جميع أنحاء أستراليا، ويظهر بالقرب من أي بحيرة أو مستنقع، أو أي مسطح مائي هادئ وليس ضخم، لكن ليلًا.
لطالما حذَّرت الحكايات والقصص من الاقتراب من المياه ليلًا، وممن فُقِدَّ بالقرب من المسطحات المائية، وكثيرًا ما نصح الآباء أبناءهم وحذروهم، وذلك خوفًا من مخلوقات الليل الغامضة في المسطحات المائية عمومًا.
بونييب هو وحش أسطوري تحدثت عنه كافة القبائل في أستراليا وحكوا عن بشاعته وسرعته، كائن غريب يقال أنه يعيش في قاع المسطحات المائية، لا يوجد منه الكثير، ولا يظهر كثيرًا، لكنه موجود ويهاجم من يتعدى على خصوصياته، أي أن من يدخل منطقته في الوقت الذي يجب على البشر فيه أن يتركوا الطبيعة لسكانها الأصليين.
سبب تسمية بونيب
تغنى الفولكلور الأسترالي للسكان الأصليين بقصة هذا المخلوق فهو جزء من معتقدات السكان الأصليين في جميع أنحاء أستراليا، تم إرجاع أصل كلمة بونييب إلى لغة Wemba-Wemba أو Wergaia، ويمبا ويمبا أو ويرغالا لسكان الأصليين في فيكتوريا، في جنوب شرق أستراليا، ومعنى اسمه "شيطان أو الروح الشريرة"
وصف بونييب
وصف الحيوان البرمائي بأشكال مختلفة على أنه ذو رأس دائري وعنق ممدود وجسم يشبه الثور أو فرس النهر أو خروف البحر.
كائن جسمه يشبه أجسام الزواحف، ضخم، رأسه وحدها حوالي 4 متر. الجزء الأعلى من جسده مقوّس، حيث يشبه جسم النعامة، لكن رأسه بين رأس الطيور والتماسيح.
لونه أسود وعلى ظهره ما يشبه الفرو الأسود، رجليه الخلفتين ضخام وقصار، ورجليه الأمامتين طوال جدًا لكنهما قويتين، وأسنانه حادة وعيونه ضخمة.
يوجد اختلاف في وصفه، حيث أن البعض يقول أنه يمتلك أكثر من 5 لـ7 أرجل، أحيانًا 15، أحيانًا الفك مزدوج (عنده صفي أسنان في الفك الواحد) أحيانًا يقال أن رأسه تشبه رأس الكلب، ولكن مهما كان هناك تنوعات في الوصف يبقىٰ الأصل واحد.
هذا الكائن يعيش في الأعماق، لكنه يستطيع التحرك بسرعة شديدة على الأرض، يطارد فريسته ثم يسحبها تحت الماء، ولا يأكلها فورًا لكن يتركها تختنق ببطء ثم يفكر ماذا يفعل بها.
أصل أسطورة بونييب
أسطورته بدأت مع الشعوب الأصلية لأستراليا، السكان الذين عاشوا في هذا الجزء من العالم من حوالي 60 ألف سنة، ومن 6000 سنة تقريبًا كان لهم أساطيرهم ومعتقداتهم وأفكارهم، وكياناتهم الغريبة.
حاليًا لا يعرف أصل أسطورة هذا الكائن، وهناك بعض النظريات التي ترى أن الوعي الجمعي خزن صور الكائنات الغريبة التي كانت تعيش في المنطقة من حوالي 30 ألف سنة وانقرضوا، وهي تشبه ما يسمى "Palorchestes".
هناك نظريات أخرى تقول أنه قد يكون هناك كائن كان بهذا الشكل بالفعل وكان يتغذى على البشر، ولكنه قد يكون انقرض أو اختفى.
لم يتم العثور على حفريات للبونييب مؤكدة تجعلنا نقول أنه كان موجود فعلًا، ربما يشبه عرائس البحر، أسطورة موجودة بين كل الشعوب تقريبًا بأشكال مختلفة وعلى مدار أزمنة مختلفة.
هناك نظرية مختلفة ترى أن هذا الكائن من الممكن أن يكون بالفعل ذو طبيعة ما ورائية وليس حيوان قديم لم ينقرض ويعيش في هذه الأماكن.
هنا نتسأل لو أن الBunyip ليس مجرد أسطورة ولا قصة رعب توارثتها الأجيال، نجد أنفسنا أمام افتراضين، إما أن يكون مخلوق قديم رأته الأجيال القديمة ووصفته وتم تحويله لأسطورة من قِبل الأجيال اللاحقة، وفي هذه الحالة سوف يأكده العثور على حفرياته، أو عليه هو شخصيًا منعزل في مكان ما.
أو أنه كيان مختلف تمامًا ويتجسد بأشكال متشابهة باختلافات بسيطة، مثل الجن في الأماكن الغير مأهولة والتي يقل الوجود البشري فيها.
تعليقات
إرسال تعليق