كتبت: أسماء علي
الأوبريت: هو نوع من المسرحيات الغنائية كان محبوبًا في أواسط القرن العشرين حتى القرن الحادي والعشرين.
الأوبريت في أوربا: تطور الأوبريت من الأوبرا الهزلية الفرنسية، ولكنه يختلف عنها في أن الأوبرا تحتوي على حوار كلامي بدلًا من الحوار الغنائي، وعلى أغاني بدلًا من الألحان، وغالبًا ما تكون مقدمة الأوبريت خليطًا من أغاني منتزعة من العرض وليس شيئًا مؤلفًا مستقلًا كما هو الحال في الأوبرا.
الغرض من الأوبريت: هو إدخال السرور والترفيه على النفوس، وليس إثارة العواطف القوية أو الكشف عن قضايا ذهنية أو جدلية.
اللحن في الأوبريت: يتميز اللحن في الأوبريت بأنه سهل غير معقد، يسهل على المتلقي حفظه بسهولة، كما أنه يتميز بالإيقاع القوي الذي يجذب ويُطرب الآذان.
أشهر الأوبريتات في أوروبا
1- ما ألفها "جاك أوفنباك" وهو مؤلف موسيقي فرنسي مثل "أورفيس في العالم الأرضي" عام 1858م، "لابيل هيلين" عام 1864م، "لابيرشول" عام1868م.
2- في النمسا، ما ألفها "فرانز فون سوبية" مثل "داس بنسيونات"، التي أصبحت فيما بعد نموذج حي للأوبريت في "فيينا" حيث أن رائد مدرسة الأوبريت في فيينا هو "يوهان شتراوس" الذي جعل "الفالس" (أي رقصة الفالس)، هي العمود الفقري لإيقاع موسيقى الأوبريت.
انتقال الأوبريت إلى العرب
انتقل الأوبريت عن أوربا إلى العرب، ولكنه لاق كثير من التعريب ليناسب الفكر العربي الشرقي والمتلقي الشرقي من حيث اللحن ونوع القضايا التي تناسب المجتمع العربي والمصري على وجه الخصوص.
بدأ هذا النوع من المسرح الغنائي على يد الملحن "داود حسني" ثم انتشر بعد ذلك في دول عربية أخرى مثل "لبنان" و "سوريا" وكان التونسي "أشرف بن عبد الله" أول تونسي يبدع في هذا الفن الراقي.
الأوبريت في مصر
الأوبريت هو أحد الأشكال التي تطورت لها الأوبرا ومن ثَم تطور حتى أصبح فن مستقل بذاته بعيدًا عن قواعد الأوبرا الصارمة.
كما أن الأوبريت في البداية ارتبط بخشبة المسرح، خاصة بعد انتقال الكثير من المنشدين إلى المسرح مثل "سلامة حجازي" ، "سيد درويش" ، "منيرة المهدية"، حيث لاق الأوبريت إقبال كبير من الجمهور لأنه يناسب الثقافة السائدة.
تراجع الأوبريت في مصر
تعرض الأوبريت لبعض التراجع في ثلاثينيات القرن العشرين، بسبب تراجع المسرح الغنائي، ثُم انتقل الأوبريت والمسرح الغنائي إلى الإذاعة؛ ليظهر ما يسمى "التأذيع المسرحي" وهو مشاهدة المسرح بالأذن بعد وضعه في قالب يناسب الوسيط الإذاعي، ثُم انتقلت بعد ذلك إلى الشاشة المرئية عبر الأفلام السينمائية والاستعراضية.
أشهر الأوبريتات المصرية
ما قدمه الشاعر "مرسي جميل عزيز"(عام1921م -1980م) مثل "عواد باع أرضه" و "المولد" و"قاضي البلاج" التي جاءت ضمن الفواصل الغنائية لفيلم "أبي فوق الشجرة".