القائمة الرئيسية

الصفحات

كهف الجان وأسطورته المخيفة

 كتبت: أسماء خالد

كهف الجان وأسطورته المخيفة

مملكة سحرت الباحثين وأثارتهم بغموض أساطيرها الكثيرة، وبشعبها الذي يسكنها، والذي يخاف البشر من الاحتكاك به، مملكة لا يتشابه ماضيها مع حاضرها، حكاية من أرض ليبيا التي يكشف لنا اسمها عن مضمونها وجنونها، إنها "مملكة الجنون" أو كاف الجنون في بلدة غات في جنوب ليبيا.

 

هذه المملكة الغريبة هي جبل صخري يبلغ ارتفاعه 700 متر، كهف باللكنة اللبنانية تعني جبل وجنون المقصود بها جن، لماذا جِنّ؟


سنكتشف هذا الجبل بحسب الأسطورة المتداولة بين سكان المنطقة، هي مملكة كبيرة للجن، قصة المملكة حيرت الجميع، ما نراه اليوم صحراء قاحلة لا يوجد بها أي حياة، كانت غابات من أشجار متناهية الضخامة والكثافة تحجرت مع مرور الزمن وتحولت إلى جبل من هندسة معمارية تلفت الانتباه، هذا الجبل هو مملكة لملك من ملوك الجن، حيث فرض سيطرته على المنطقة، ويعيش أتباعه من الجن داخل الكهوف، "بالطبع سنتسأل أيها القارئ ما الدليل على هذه الأسطورة؟" بحسب القصة المتداوله، تُسمع أصوات مرعبة من الجبل طوال الوقت من دون انقطاع وكأنها أصوات صراخ سكان مخفيين داخل الكهف.


هل تريدون معرفة مصدر الأصوات؟ 


يُقال أن زعيم الجبل وملكه هو السبب، والأصوات هي أوامره التي يحكم بها مملكته، هذه القصة التي يتمسك بها الأهالي، ولكنها لم تقنع الباحثين والعلماء، لكن هناك روايات يتادولها سكان المنطقة.


 

الرواية الأولى: تأكد وجود ملك وقوّم يرفضون أن تُدّاس مملكتهم، لذا فإن مصير كل من يحاول استكشاف الجبل يختفي بلا رجعة.


الرواية الثانية: أن سكان المنطقة يتجولون ويحضرون المناسبات الاجتماعية حاملين معهم سيف أو سكين حادة، وهذا ليس من باب الصدفة بل لسبب راسخ في أذهانهم وهو "أن الجن يخاف من الحديد فلا يقترب من السكان" لا أحد يعلم، سكان المنطقة يطلقون على كهف الجنون اسم "ايندينان".


هذا ليس كل شيء، فهناك قصص أكثر غرابة، البعض يقول خيالية، والبعض الآخر يدّعي أنها حقيقية، من هذه القصص قصة الغزال الذي لا يمكن قتله، فبحسب قول أهالي المنطقة أنه يمكن رؤية غزال داخل كهف، في كهف الجنون، ولكن لا يشبه أي غزال آخر ع وجه الأرض، فهذا الغزال لا يمكن اصطياده، والسبب أن الجن يسيطرون عليه.


 قصة أخرى تقول أن أحد سكان المطقة خرج للبحث عن إبِل بأمر من والده، وعندما وصل لكهف الجنون حَلّ الليل، وهنا حدث ما لا يصدق، حيث قرر الباحث أن ينام هناك لعدم مقدرته على الرجوع، ولكن ليلته لم تكن جيدة بالمرة، فقد سمع صوت يناديه ليأتي ويتناول العشاء، وعندما نظر حوله لم يكن هناك احد، ففر هاربًا.


كما تناقل السكان المحليون قصص عن مضايقة الجن للمارة بالقرب من الجبل لإجبارهم على التوقف، إذ يزعم البعض أن هناك كائنات شبيهة بالبشر استوقفتهم أصواتها هناك، فساد اعتقاد أن الجن يقيمون  اجتماعات دورية، وأن قمة الجبل التي يمكن رؤيتها عن بعد هي قلعة ملك الجن، هذا ما يقوله سكان المنقطة.


 لكن كيف رأىٰ البحثون وعلماء الآثار هذه المنطقة المثيرة


أسر كهف الجنون عقول الباحثين على الدوام، أسئلة تدور في أذهانهم، أين ذهب البشر والحيوانات الذين اتخذوا من الغابات التي كانت تغطي المنطقة في الزمن البعيد مسكنًا لهم؟. كيف تغيرت هذه المنطقة من غابات إلى صحراء قاحلة؟. والأهم، ما حقيقة هذه الأصوات المريبة التي يمكن سماعها بوضوح؟.


قام الباحثون  برحالات إلى الجبل؛ لمعرفة هذا السبب بالذات، وكان أبرزهم جايمس ريتشاردسان، الذي توجه إلى جبل الجنون في عام 1845 لاستكشاف المنطقة، إلا أنه تعرض لأزمة صحية أثناء تسلقه لقمة الجبل، الأمر تقريبا واجه المستكشف هانريش بارث الذي ضل طريقه اثناء استكشاف الجبل، وكاد أن ينال منه الجوع والعطش، إلا أن الحظ حالفه ونجىٰ.


 هذه الحوادث لم تمنع المستكشفين من البحث في لغز الأصوات المريبة، حيث توصلوا إلى نتيجة أن الرياح هي السبب في هذه الأصوت.


ما رأيكم، هل ستظهر أسباب أخرى للأصوات المخيفة فيما بعد؟.


الأكيد، أن العلماء ما زالوا يبحثون عن التغيرات التي طرأت على المنطقة عبر الزمن، والسر وراء الاختفاء المفاجئ لمظاهر الحياة، وأن الجبل الذي يُقال أنه مسكون هو معلَم سياحي يزوره الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم.


تعليقات