بقلم :
أ/ رضوى عبد الفتاح
أ/ عفاف خالد
أ/ فاطمة خالد
أ/ عمر مصطفى
أ/ محمد أيمن
أ/ إسراء حسن
أ/ أحمد إبراهيم
ما زالت الأسرار الكامنة في باطن الأرض تحمل لنا الكثير من التساؤلات التي تحير علماء القرن الحادي والعشرين.
حيث تُعَد هذه المومياء، بعد فحصها وحدوث البلبلة وما أثارته من جدل في الأوساط الإعلامية الغربية والعربية، وما ترتب عليه من إبهار العالم، فبعد أن اعتدنا على الشكل الطبيعي للمومياوات بالمتاحف والمقابر المصرية القديمة، اختلفت تلك وانفردت بكونها سيدة حامل تم تحنطها بهذه البراعة، وهذا دليل على قوة التحنيط في الحفاظ على جسم المومياء من التحلل، وكذلك جسد الجنين داخل جسد المومياء، وإعادة أجزائها للجسم مرة أخرى بعد تحنيطها.
ربما يرجع العثور على المومياء في طيبة، وتم اكتشافها لأول مرة في القرن الـ 19 في وادي الملوك بالأقصر، وفي القرن الـ19 و الـ20 تم تهريبها لجامعة وارسو.
وتأريخ هذه المومياء إلى القرن الأول قبل الميلاد في العصر البطلمي بداية فترة حكم الملكة كيلوبترا، ويُعتقد أن لهذه السيدة مكانة مرموقه في الدولة؛ ليحنط جنينها في بطنها، وكان من النادر اكتشاف مومياء بهذه الوضعية.
تم تهريبها بطرق غير شرعية، أو ربما عن طريق الهدايا، وذلك بدليل البحث العلمي الذي نشر، إلا أنها ورغم أن المومياء تنتمي إلى جامعة وراسو فقدأعيرت إلى المتحف عام 1917 ثم تم عرضها.
كان يُعتقد في بداية الأمر أن التابوت يرجع للكاهن "هور دجيهوتي"، وذلك وفقًا للكتابات الهيروغليفية والنقوش والزخارف على التابوت، إلا أنه في عام 2015، وبعد أن تم عمل أشعة سينية ومقطعية في المتحف المصري في وارسو عن الجسد بعد رؤية أجزاء مثل الشعر والثدي، وكذلك ظهور قدم صغيرة في البطن من خلال المسح الضوئي.
ثم إحضارها لأول مرة إلى بولندا في عام 1836 من قبل "بأن ويك رودذكي".
كانت للحامل مكانتها عند المصري القديم.
الجدير بالذكر أن المصري القديم اهتم بجميع جوانب الحياة وما يخصها، فقد اهتم أيضًا بالمرأة الحامل من جميع الجوانب، سواء كانت "رعاية صحية، رعاية دينية، حماية قانونية".
من ناحية الرعاية الصحية
كانت المرأة الحامل تتبع نظام غذائي يناسبها مع كل فترة من فترات الحمل حتى الولادة؛ كما كان يهتم بالجنين في بطن أمه عن طريق المعبودات، فكان يهتم المعبود "شو" بالجنين في بطن أمه.
من ناحية الرعاية الدينية
كانت تستخدم التمائم والوشوم والسكاكين لحمايتها وجنينها من قوى الشر، وكانت التمائم على شكل حيوانات أو زواحف مثل "الضفادع، القطط"، وهي عبارة عن إسطوانة مجوفة من الذهب لها غطاء متحرك معلق بها ورقة بردي ملفوفة ومكتوب عليها تعويذة لحماية الأم الحامل وطفها.
ونوع آخر على شكل جراب تصنع أجزاءه من شفاة وأذن الحمار وحرباء مجففة ورأس هدهد وسبع خيوط حرير، بالإضافة إلى التعاويذ السحرية؛ لمنع الإجهاض أثناء الحمل.
أما عن الوشوم كانت تستخدم كعلاج لإبعاد الحسد كتعاويذ ضدّ الأرواح الشريرة والوقاية من أضرار السحر.
من ناحية الحماية القانوية
أهتم أيضًا بتحصين المرأة الحامل قانونيًا ومراعاة ظروفها، بحيث إذا افتعلت المرأة الحامل جريمة، نأجل العقوبة المفروضة حتى تضع حملها، ومن وجهة أخرى، أن لا ذنب لطفلها بها.
كانت وما زالت المرأة في مصر مكرمة ومرفوعة إلى أعلى مكانة، كما كانت تحتل منصب الطبيب والمحارب والحاكم والمستشار والوزير.
حيث كرمتها ورفعت مكانتها جميع الأديان السماوية، وإلى الآن لم يعرف سبب ترك الجنين بداخلها، هل لصعوبة إخراجه؟. أم لوجود دافع ديني ليمكنه من البعث في العالم الآخر.....؟
وتبقى التسؤلات حول الحضارة المصرية القديمة، والتي ما زالت تخفية بداخلها وتفاجئنا به......