القائمة الرئيسية

الصفحات

خاطرة "حديثي مع البحر"

 بقلم/ محمود حمود

 

خاطرة "حديثي مع البحر"

          

اشتقت إليك من كثرة الهموم والأحزان؛ فأنت من تمتلئ بالجواهر والمرجان وأنا من ضاق صدره من كثرة الآلام.


فدعني أتحدث إليك و لا تكُ بخيلًا. لعلي أجد فيك خير رفيق وصديق،  فما كان بين الأصدقاء زمانٍ و مكان. أنصت لي لعلي أجد في نهاية المطاف سبيلًا. 


ظننت أن كلما تقدم بي العمر  كلما كنت أكثر وعيًا وإدراكًا للحياة من حولي، ولكن كلما ازداد علمي بتفاصيل الحياة كلما كنت أكثر تعاسةً، وهُنا تذكرت قول تشيخوف حينما (كلما ازدادت ثقافة المرء كلما  ازداد بؤسه و شقائه).


تقلبت  الموازين، تغيرت  المبادئ، تبددت القيم. وبالرغم من أني أؤمن بالأفكار الفلسفية لكنّي كنت أعارض دائمًا وأبدًا أرسطو في نظريته عن  المدينة  الفاضلة وأنه من المستحيل أن تجد مجتمع كامل الأركان. 


كل المجتمعات لديها انحرافات، بل إن الانحرافات تزداد يومًا بعد يوم، الجميع بارع في فن التقمص، من الممكن أن تكون متقمصًا مبدعًا  لأي دور، لكن لا علاقة لك بالواقعية، من السهل على الإنسان أن يكون ممثلًا ولكن تكمن الصعوبة في أن يكون موضوعيًا حقيقًا.


لا تكن مفبركًا تُعرف من النظرة الأولى، لا تكن وجهان لعملة واحدة وقتما احتجت وجهًا أظهرته للناس وحسب ما قيل في الأمثال الشعبية (الراجل ده ب ١٠٠ وش).


لا يوجد تقبل للأعذار  لا يوجد مراعاة للمشاعر. أَتعرف ما الحقيقة يا صديقي؟ 


الإنسان ناقص مهما أعطى له الله لا يحمد ولا يشكر ولا  يستكفي بما قسمه الله له، الإنسان بطبيعته طماع. 


فمتى سنستيقظ من هذه الغفلة؟ أصبحنا مجرد أناسٌ تعيش بعقلية الحيوانات، كل ما يحركنا  الغرائز والشهوات ولا عزاء للعقل، الذي يجعلنا نميز ونعرف الرشد من الغيّ.


تأكدت الآن أن  أصحاب المذاهب الواقعية هم أكثر الأشخاص بؤسًا، وعلى النقيض أصحاب المذاهب الخيالية والرومانسية هم من في سعادة؛ لأنهم يعيشون في وهم المدينة الفاضلة التي كان يحلم بها أرسطو، لكن حينما يصتمدون بالواقع سيعرفون الحقيقة المرة. ما رد فعلك يا صديقي؟  ستنصفني؟ ستواسيني؟  أم ستأمر أمواجك أن ترمي بي   إلى شاطيءٍ آخر منهكًا متألمًا

اجه  الحياة وأتوه فيها كما تتوه السفينة عن مسارها؟.

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. أستمر ❤️❤️❤️🌚

    ردحذف
  2. بسم الله ما شاء الله
    قمه الروعه 🥰😍

    ردحذف
  3. بسم الله ما شاء الله ربنا يحميك من اجمل الخواطر

    ردحذف

إرسال تعليق