القائمة الرئيسية

الصفحات

خاطرة تساؤل

بقلم/ محمود حمود

خاطرة تساؤل


هل يوجد إنسان خالً من الصراعات والانفعالات والإشكالات بين قوى الخير والشر؟.


 هل يوجد من يتناغم مع نفسه وصادق مع الآخرين؟ هذا هو مربط الفرس.



دائمًا ما  يوجد بداخلنا قوى الخير والشر وأنا أسميها الإنسان بين شخصيتين (المزيفة والأصلية). 


الشخصية الأصلية هي التي تقودنا إلى الخير وتحكيم العقل، أما الشخصية المزيفة هي التي  تقودنا إلى الشر وتحط من قدراتنا وتجعلنا حائرين غير قادرين على اتخاذ القرار، ودومًا ما يوجد صراع بين هذه القوى. 


قرأت ذات مرة جملة للكاتب المصري الكبير أحمد مَهنى في روايته "ساعتين وداع" أثارت ذهني وانشغل بها عقلي وجلست أفكر فيها، وسألت نفسي، هل هذا حقيقة أم سراب؟! ألا و هي (هل الرجل الباكي، صادق؟).


بالفعل "الصادق لا يستطيع أن يخفي دموعه"، وهناك من يقول إن هذا الشخص يبكي ولكنه يصطنع دموعَ التماسيح، لذا فإن الجانبان حاضران. 


ولكن يوجد تعقيب بسيط على هذه الجملة، مع كامل الاتفاق  معها، هل التماسيح تحتاج إلى دموع  لكي  تواري  بها شراستها ووحشيتها، أم هذا ما تصدقه الحيوانات الحمقى؛ لكي  تقنع نفسها أن كل الأمور طبيعية، وفي النهاية تقع في  الفخ المنصوب لها؛ المفترس  يُعرف بصفاته وفي معظم الأحيان تُعرف حيله، كالمخادع والخائن والمنافق والماكر، ولكن نحن لا نمهل لأنفسنا الوقت لنفكر (ودايما بنقع في نفس الغلطة). 


من قال أن كثرة البكاء تعلم القسوة؟!.


 هذا غير منطقي؛ لأن القلب يتفاعل ويتأثر قبل العين، فإذا كان قلبك قاسيًا، فلا يُمكنك  أن تذرف ولو دمعة. 


من يقول أن الإنسان الباكي  ضعيف؛ الإنسان القويّ هو من يبكي  ليخرج الطاقات السلبية التي  غرسها فيه عقله الباطن، وأناسٌ مرضى من عدم اهتمام وتقدير لحبه لهم، ولو كان بيده أن يقدم لهم قطعةً من السماء لفعل ذلك، لكن هؤلاء الأشخاص يروا أن الشخص الذي يمتلك قلبًا طيبًا رحبًا هو إنسان ساذج مُستَغل ممن حوله ولا ينظرون إلا لجانبهم المظلم الملييء  بالسواد والضغينة والحقد ولا يتذكرون قول الله (عز وجل) بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا " ( صدق الله العظيم)  سورة الكهف الآية (٣٠). 


إذا كنت ترى أن حب وطيبة وحنان الشخص لمن حوله أو على من حوله شيئًا تافهًا ليس له أي  قيمة، فأنت بالتأكيد مخطئ، فإنه شيءٌ عظيم من عند الله؛ لأنك من الممكن أن تصنع بكلمة شخصً وعضوًا نافعًا للمجتمع أو على أقل تقدير تغير من فكره الخاطئ، وبذلك يكون ثوابك من الله كبير.


 ومن يقول أن الحب ضعف، الحب قوة لمن يستخدمه بأسلوبٍ صحيح، وفي المقابل يطاردني سؤال وهو :- بأي  القوانين تسير في حياتك؟ هل تسير بقانون الجاني  والمجني  عليه، والذي تنص عليه مواد القانون؛ أم أنك تسير بقانون قد اصطنعته من نسج خيالك، ترى فيه أنك الجاني في أوقات وأنك المجني عليه (الضحية) في أوقاتٍ أخرى.


أنا أتوقع أي شيء لأننا في زمن الخرافات والعجائب، نحن في زمن البدَّع والفساد والإفساد والرذيلة.  


فعل الخير شيءٌ عجيب ونادر ومُزدرَى من المجتع، أما الشر فهو مبدأ في الحياة والكل يتفنن في أن يصنع شكل وأسلوب جديد من أساليب الإيذاء، وكأنه سباق ومجال مُبتَكر ومفتوح لمن يريد أن يخوضه، نحن في قاع بئر مظلم. فماذا تنتظر من مجتمع مريض عفن؟!!!!


سألوني  في مرة، قالوا  لو خيروك بين إنك تعيش في أوضة وحيد مع نفسك أو إنك تعيش في مجتمعك وتتعامل مع الناس هتختار أيه؟


ردي  كان:- هقعد ومش هخرج إلا لما الناس متبقاش تيت.


سألوني:- يعني أيه تيت!!


قولت:-  يعني تيواني  مش أصلي  " الأب بيغتصب بنته وبيرمي  عياله ولا على باله، والأخ بياكل حق أخوه وبيأذيه وبيجي  عليه، والعقول ضاعت، والناس خافت، والشباب شاب، والفساد عم، دول باعوا البلد يا بيه، ألاه قولي  هتقدروا تعالجوا النفوس وترجعوا الخير والدنيا إللي كنا عايشنها. وابقى قابلني........... 


الأمر بيدك يا من تملك قرار حياتك، يا من تظن أن فعل الخير مستحيل بالنسبة لك، وثقيل على قلبك وتستحي من فعله، فانظر ماذا قال سفوكلس  (كلما زاد عدد الأخطاء التي  يخجل منها الإنسان كان أقرب إلى الكمال).


 هناك علامات استفهام تُوضع وهناك تساؤلات تحتاج إلى تفسيرات و سؤالي الأخير هو :-


ما هي  كينونة الإنسان من وجهة نظرك؟؟؟

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. اي العظمه دي
    بتكتب عظمه بسم الله ما شاء الله

    ردحذف

إرسال تعليق