كتبت: سلوى حجازي
يتسبب نمط الحياة المتسارع الذي بتنا نحياه الآن إلى إلقاء الكثير من الضغوطات على ربِّ الأسرة أو الزوج، مما يسبب عصبية الزوج، ويجعله يتّخذ من البيت مساحة آمنة لتفريغ تلك الضغوطات التي تُثقل كاهله، وربما يكون الرجل قد اعتاد على عدم التحكّم في انفعالاته مما يجعله دائم العصبية.
وفي كلتا الحالتين تصبح الزوجة بجانب الأبناء الضحية لتلك الحالة العصبية التي تنتاب الزوج وتؤثّر بدورها على استقرار البيت وسلامه النفسي، وقد تهوي به في النهاية إلى قاعٍ سحيق يدمّر الأسرة ككل.
لذلك وجب علينا معرفة الأسباب الحقيقية وراء عصبية الزوج وغضبه حتى يتسنَّى لنا معالجتها والتعامل معها بكثير من الحكمة والتعقُّل.
عدّة أسباب لعصبية الزوج والتخلص منها
1- الحوار الأسري من أهم أسباب نجاح العلاقة الزوجية، فالبيت الذي يخلو من الحوار والتفاهم لا شكّ أنه منزل مهدّد بالزوال، وللأسف في كثير من الأحيان تكون عصبية الزوج هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن غضبه واحتجاجه لأمور كانت ستُحَلُّ حتمًا بالحوار.
2- معرفة الأسباب الحقيقية، ففي أحيان كثيرة لا يفصح الرجال عن مكنونات أنفسهم ويتّخذون من العصبية والغضب وسيلة للاحتجاج على ما لا يريدون قوله، ولذلك يجب على الزوجة الحكيمة أن تفهم ما يريده زوجها، وتحاول قدر الإمكان تلبيته بما لا يضرّ - بالطبع - بمصلحة الأسرة.
3- غياب ثقافة الاعتذار وتفهّم الآخر ومشاكله من أهم الأسباب التي تدمّر كافة العلاقات، ولذلك وجب على كلا الزوجين أن تكون ثقافة الاعتذار حاضرة دائمًا على مائدة نقاشهما، مع الكثير من التفهّم والتعاطف.
4- لكلٍّ منا مشاكله وأسبابه التي تدفعه أحيانًا إلى العصبية وعدم التحكّم في انفعالاته، ولذلك وجب علينا أن نجعل التعاطف والتفاهم دائمًا بجانب الاحترام كإطار عريض يحكم الحياة الزوجية في كل الحالات، ومهما حدث.
5- عدم الانجراف وراء عصبية الزوج واستفزازاته، وتحويل النقاش لحلبة صراع الهدف فيها الفوز؛ لأنه وببساطة الجميع يكون خاسر في أوقات العصبية والانفعال، فيجب التحلِّي بالمرونة والهدوء في حالة تعصُّب الزوج.
6- القيل والقال، والشكوى والبكاء للأهل والأصدقاء إحدى أهم مسببات المشكلات ومعاول هدم سريعة للحياة الأسرية، ولذلك في حالة عصبية الزوج وغضبه يجب على الزوجة التحلِّي بالكثير من الحكمة ومراجعة زوجها بعد هدوئه، وتسوية الأمور معه وعدم تصعيد الموقف، حتى لا يصل إلى طريق مسدود لا رجوع فيه.
وأخيرًا يقول الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- "لبثت قاضيًا في محكمة النقض سبعًا وعشرين سنة، فوجدت أن أكثر حوادث الطلاق سببها غضب الرجل الأعمى، وجواب المرأة الأحمق".